كشفت الطبيبة البيطرية مروة منصور عن حقيقة علمية قد تبدو صادمة للبعض، مؤكدة أن الأسماك تصدر أصواتا بالفعل، لكنها تختلف في طبيعتها وحدتها وأسبابها عن الأصوات المعروفة لدى باقي الكائنات الحية.
صوت الأسماك
وتقول منصور، لليوم السابع، إن السؤال الشائع حول "هل للأسماك صوت؟" غالبا ما يقابل بالسخرية، باعتبار أن السمك يعيش في الماء ولا يسمع له صوت، إلا أن التجربة العملية داخل مزارع وأحواض الأسماك تثبت العكس تماما.
وأضافت أنها خلال عملها في نقل ذكور وإناث سمكة الكات فيش إلى أحواض التفريخ، فوجئت بصوت غريب يشبه “زمارة مكتومة”، لتكتشف بعد البحث أن الصوت صادر من السمك نفسه، وبالتحديد من الأمهات الجاهزة للتفريخ.
وأوضحت الطبيبة البيطرية أن عالم البحار يزخر بوسائل تواصل خفية، حيث تستخدم الأسماك الأصوات في التخويف، التحذير، اجتذاب الفرائس، التزاوج، الأكل، والتعارف فيما بينها، مؤكدة أن هذه الأصوات تكون منخفضة نسبيا، وغالبا أقل من 1000 هرتز.
حصان البحر والكابوريا تصدر أصواتا
وأشارت إلى أن من أشهر الأصوات التي يعرفها البعض هو صوت احتكاك أجزاء جسم السمكة ببعضها، مثل الزعانف أو سلسلة الظهر، وهو سلوك دفاعي تلجأ إليه السمكة عند الإمساك بها، لافتة إلى أن كائنات بحرية أخرى مثل حصان البحر والكابوريا تصدر أصواتا مشابهة.
أما الأصوات الداخلية، والتي تشبه أصوات بعض الحيوانات البرية، فتصدر من المثانة الهوائية، وهي عضو أجوف داخل بطن السمكة يحتوي على الهواء ويساعدها على الاتزان، وعند تحريك الهواء داخل هذا العضو، يتولد صوت يشبه النفخ في الناي أو المزمار، ويظهر بوضوح في أنواع مثل الكات فيش (القراميط) والبليكوستوماس.
كما لفتت إلى وجود نوع آخر من الأصوات يشبه "الطبلة"، وينتج عن انقباض سريع لعضلة قريبة من المثانة الهوائية، وهو صوت ضعيف للغاية وغالبا ما يختلط على البعض بصوت فتح وغلق فم السمكة، وهو اعتقاد غير صحيح.
وأضافت أن بعض الأصوات الأخرى تنتج ببساطة عن حركة السمكة داخل الماء وتغيير اتجاهها ومقاومة الماء لأجزاء جسمها، وهي أصوات طبيعية لا تحمل دلالة تواصلية مباشرة.