يمتاز البحر الأحمر بتنوعه البيولوجى الواسع واحتوائه على مجموعة ضخمة من الكائنات البحرية المذهلة، بعضها يتميز بجماله، وبعضها بندرته، والبعض الآخر بضخامته التى تثير إعجاب العلماء والغواصين على حد سواء، ومن بين هذه الكائنات التى تثير دهشة كل من يشاهدها سمكة الشمس العملاقة التى تعرف عالميًا باسم “مولا مولا”، وهى واحدة من أكثر الأسماك غرابة على مستوى العالم، وأحد السفراء الحقيقيين لجمال الحياة البحرية فى البحر الأحمر.
سمكة عملاقة.. وزنها يتخطى طنًا وظهورها نادر
تعد سمكة مولا مولا من أثقل الأسماك العظمية على الأرض، حيث قد يتجاوز وزنها أكثر من طن كامل، وهو ما يجعل رؤيتها حدثًا استثنائيًا بالنسبة لأى غواص، تظهر هذه السمكة فى أعماق البحر الأحمر بشكل نادر وغير متكرر، ما يمنح مشاهدتها قيمة علمية وسياحية كبيرة، وتعيش عادة فى المياه العميقة، حيث يعتبر ظهورها مؤشرًا مهمًا على صحة النظام البيئى البحرى، لما تمثله من جزء أساسى ضمن سلسلة الغذاء البحرية.
شكل فريد ومظهر غير مألوف
من جانبه يقول الدكتور أحمد غلاب مدير محميات البحر الأحمر والمتخصص فى علوم البحار أن سمكة الشمس تمتلك مظهرًا فريدًا للغاية، إذ تبدو كما لو أن نصفها الخلفى مفقود نتيجة عدم امتلاكها الزعنفة الذيلية، وهو ما يمنحها شكلًا دائريًا مسطحًا وغير معتاد بين الأسماك الأخرى، وجلدها عادة بنى اللون، وملمسها خشن نسبيًا، وتملك زعانف صدرية دائرية صغيرة مقارنة بضخامة جسمها، ورغم حجمها الهائل، إلا أن فمها صغير وصعب الإغلاق، بينما تكون أسنانها ملتحمة لتشكل ما يشبه المنقار.
سلوكها ونمط حياتها داخل المياه
كشف مدير محميات البحر الأحمر أن تعيش سمكة مولا مولا فى المناطق الاستوائية والمعتدلة حول العالم، وتفضل السباحة فى المياه المفتوحة بعيدًا عن الشعاب، وفى البحر الأحمر تظهر غالبًا فى أعماق تتراوح بين 12 و50 مترًا، وهى بيئة مناسبة لحرارتها ونشاطها، وتعتمد هذه السمكة بشكل أساسى فى غذائها على قناديل البحر، ما يجعلها عنصرًا مهمًا فى ضبط التوازن البيئى والحد من انتشار القناديل فى البحار، ورغم حجمها الكبير وصورتها المثيرة، إلا أنها مسالمة تمامًا ولا تشكل أى خطر على الإنسان، بل تعد من أبرز الكائنات التى يسعى الغواصون للاقتراب منها لالتقاط الصور ومشاهدتها عن قرب.
أهمية بيئية وسياحية تتجاوز مشاهدتها
ويؤكد الدكتور أحمد غلاب، أن ظهور سمكة مولا مولا لا يعد مجرد حدث بيولوجى نادر، بل هو دليل قوى على صحة الحياة البحرية، إذ لا تظهر هذه السمكة إلا فى بيئات تتمتع بدرجة عالية من التوازن البيئى، كما أن وجودها يشكل عامل جذب سياحى مهم، إذ يقصد العديد من السائحين مناطق الغوص مثل مرسى علم والغردقة لرؤية هذه السمكة تحديدًا، خاصة فى مواقع شهيرة مثل شعب الفنستون وأبو دباب، لتكرر مشاهدتها خلال الأعوام الماضية هناك.
وتعتبر تلك السمكة سفيرة لجمال البحر الأحمر اذ يعتبر ظهورها ووجودها فى بيئة البحر الأحمر رغم ندرته عالميًا، يعزز المكانة العالمية للبحر الأحمر كواحد من أهم مناطق الغوص فى العالم، معبّرًا عن ثروة بيولوجية يجب الحفاظ عليها باستمرار.


سمكة الشمس العملاقة

تعيش فى المياه العميقة