لم يعد الحديث عن مبادرة «حياة كريمة» في قرى القنطرة شرق وتوابعها بمحافظة الإسماعيلية مجرد شعارات تُرفع أو وعود تُقال، بل أصبح واقعًا ملموسًا يراه المواطن في تفاصيل يومه، ويشعر به في مستوى الخدمات التي طال انتظارها لسنوات طويلة.
القنطرة شرق، بما تضمه من قرى وتوابع في شرق قناة السويس، كانت لوقت قريب تعاني من نقص واضح في المرافق الأساسية، إلا أن المبادرة الرئاسية جاءت لتغيّر هذا المشهد بالكامل، وتُنهي سنوات من التهميش، وتضع هذه القرى على خريطة التنمية الحقيقية.
إن ما تحقق على أرض الواقع يؤكد أن الدولة اتجهت إلى معالجة جذور المشكلات، لا مظاهرها فقط. فقد شهدت 16 قرية منها قرى الأبطال، والتقدم، وجلبانة، والسلام، إلى جانب 37 تابعًا، تنفيذ مشروعات متكاملة في رصف الطرق، وإنشاء شبكات الصرف الصحي، وتطوير خدمات مياه الشرب، وهو ما انعكس مباشرة على مستوى النظافة والصحة العامة وسهولة الحركة داخل القرى.
لم تعد الطرق عائقًا أمام المواطنين، ولم تعد مشكلات المياه والصرف الصحي أزمة يومية تؤرق الأسر، بل أصبحت خدمات أساسية متوفرة بشكل منتظم.
وتميزت «حياة كريمة» في القنطرة شرق بأنها اهتمت بالخدمات التي يشعر بها المواطن بشكل مباشر، من خلال إنشاء أسواق حضارية أنهت العشوائية، ومواقف منظمة أعادت الانضباط للشارع، فضلًا عن نقاط إسعاف مجهزة قللت زمن الاستجابة للحالات الطارئة.
كما عززت المبادرة الشعور بالأمان والاستقرار بإنشاء نقاط شرطة وإطفاء، وهي عناصر غاية في الأهمية داخل مجتمعات ريفية كانت تفتقد لهذه الخدمات الحيوية.
اللافت في مشروعات «حياة كريمة» أنها وضعت الشباب في قلب الاهتمام، من خلال تطوير مراكز الشباب وتجهيزها بملاعب ومساحات آمنة لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية، بما يسهم في بناء جيل أكثر وعيًا وانتماءً.
وفي الوقت ذاته، شملت المبادرة تطوير المدارس والمنشآت التعليمية، لتوفير بيئة تعليمية أفضل لأبناء القرى، وهو ما يؤكد أن التنمية لا تكتمل دون الاستثمار في الإنسان.
لم تقتصر نتائج المبادرة على تحسين الخدمات فقط، بل امتد أثرها إلى تحسين مستوى المعيشة وتنشيط الحركة الاقتصادية داخل القرى، من خلال توفير فرص عمل أثناء تنفيذ المشروعات، وفتح آفاق جديدة للتجارة والخدمات.
من وجهة نظري، فإن «حياة كريمة» في قرى القنطرة شرق لم تكن مجرد تدخل تنموي، بل استعادة لحق أصيل للمواطن في العيش بكرامة. ما حدث هنا يؤكد أن التنمية الحقيقية تبدأ حين تصل الدولة إلى المواطن في مكانه، وتستمع إلى احتياجاته، وتعمل على تلبيتها بشكل عملي.
ما تشهده قرى القنطرة شرق اليوم هو نموذج حقيقي لما يمكن أن تصنعه الإرادة السياسية حين تتحول إلى فعل. «حياة كريمة» لم تغيّر شكل القرى فقط، بل غيّرت نظرة المواطن لمستقبله، ورسخت قناعة بأن العيش الكريم لم يعد حلمًا مؤجلًا، بل واقعًا يُبنى كل يوم.