فيسبوك
واتساب
حذر المحلل السياسي الدكتور طلال أبو ركبة، من أن إسرائيل ماضية في سياساتها الرامية لتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة، مشيراً إلى أن ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة يهدف لإعادة هندسة الجغرافيا والديمغرافيا لصالح المشروع الاستيطاني.
تقويض الدولة والهاجس الوجودي
وأوضح أبو ركبة في مداخلة هاتفية بقناة اكسترا نيوز، أن إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي وحل الدولتين عبر التعامل مع الأراضي المحتلة عام 1967 ككتلة واحدة مستباحة للاستيطان، وأشار إلى أن الاحتلال ينظر للضفة الغربية كعمق استراتيجي لمدن الساحل، معتبراً أن عدم السيطرة على جبال الضفة يشكل تهديداً لـ "الخاصرة الضيقة" لدولة الاحتلال.
وأضاف أن إسرائيل، بوصفها دولة مصطنعة ودخيلة على المنطقة، تعيش حالة من الهوس بالتهديد الوجودي، مما يدفعها لمحاولة السيطرة على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية لتبرير هذا الهاجس أخلاقياً وسياسياً أمام مجتمعها.
غزة: تهجير ناعم وسيطرة على 58% من الأرض
وفيما يخص قطاع غزة، أكد المحلل السياسي أن حرب الإبادة مستمرة وإن كانت بصمت عبر التجويع ومنع الإعمار، وكشف أن إسرائيل تسيطر فعلياً الآن على أكثر من 58% من مساحة القطاع، وتمنع المواطنين من العودة إلى بيوتهم في المناطق الشمالية والشرقية.
ووصف أبو ركبة هذه الممارسات بأنها تهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو التهجير الناعم أو الطوعي بدلاً من القسري، حيث تسعى الديمغرافيا الفلسطينية لأن تكون أقل تهديداً لطبيعة الدولة الاستيطانية الإحلالية.
وحول الأنباء المتواردة عن نية الولايات المتحدة عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة مطلع العام المقبل، قلل "أبو ركبة" من التفاؤل الفلسطيني، موضحاً أن الرؤية الأمريكية تختلف عن الإسرائيلية لكنها لا تصب بالضرورة في مصلحة الحقوق الفلسطينية.
وبين أن واشنطن تهدف من خلال ترتيب المنطقة ومواجهة النفوذ الصيني إلى خلق حالة استقرار تبدأ من غزة، إلا أن "إعادة الإعمار" بالمفهوم الأمريكي ستراعي بالدرجة الأولى الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية.
وحذر من أن خطة الإعمار قد تعني إزاحة السكان نحو أقصى الغرب (الشريط الساحلي) دون تمكينهم من العودة لمناطقهم الأصلية، مما يتماشى مع أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يطمح لإعادة الاستيطان إلى غزة (غوش قطيف) وجعل فلسطين التاريخية بالكامل تحت السيادة الإسرائيلية.
