الشخير ليس مجرد صوت مزعج أثناء النوم، بل إنّه في كثير من الحالات علامة على اضطراب صحي يحتاج إلى اهتمام حقيقي، فبينما يظنه البعض أمرًا طبيعيًا تكشف الدراسات أن الشخير يمكن أن يكون نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء العلوي، ما يؤدي إلى اهتزاز الأنسجة داخل الحلق أثناء التنفس، فيصدر ذلك الصوت.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فإن الشخير قد يظهر عند أي شخص، رجالًا أو نساءً، لكنه أكثر شيوعًا لدى الرجال ومن يعانون من زيادة الوزن أو اضطرابات في الأنف والحلق، وفي بعض الحالات، قد يكون إنذارًا مبكرًا لحالة أخطر تُعرف بانقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive Sleep Apnea)، وهي حالة تتوقف فيها عملية التنفس للحظات خلال النوم، مما يسبب نقص الأكسجين وإرهاقًا شديدًا في النهار.
متى يصبح الشخير خطرًا؟
عادةً ما يبدأ الشخير بشكل عرضي — مثلًا بعد يوم مرهق أو نومٍ على الظهر أو تناول وجبة دسمة قبل النوم — لكنه يتحول إلى مشكلة عندما يتكرر يوميًا أو يصاحبه انقطاع في التنفس أو صداع صباحي.
من العلامات التي تستدعي القلق:
ـ صدور صوت مرتفع يوقظ النائمين في الغرفة.
ـ توقف التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم
الشعور بجفاف الحلق عند الاستيقاظ.
إرهاق مستمر وصعوبة في التركيز.
صداع الصباح أو تهيج المزاج.
الأسباب المحتملة للشخير
يرتبط الشخير بعدة عوامل فسيولوجية وسلوكية، منها:
ـ ارتخاء عضلات الحلق واللسان أثناء النوم، مما يضيق الممر الهوائي.
ـ انحراف الحاجز الأنفي أو تضخم اللحمية، وهما من أكثر الأسباب شيوعًا.
السمنة وتراكم الدهون حول الرقبة مما يضغط على مجرى الهواء.
تناول المهدئات قبل النوم، لأنها تُضعف عضلات التنفس.
التدخين الذي يسبب التهابات مزمنة في أنسجة الحلق.
التقدم في العمر، إذ تقل مرونة العضلات الداعمة للممرات الهوائية.
وفي بعض الحالات، تلعب العوامل الوراثية دورًا؛ فقد يُولد البعض بتضيق خلقي في الحلق أو صغر حجم الفك السفلي.
كيف يمكن التخلص من الشخير؟
العلاج لا يبدأ دائمًا بالأدوية أو الجراحة، بل بتغيير السلوكيات اليومية أولًا.
ينصح الأطباء بعدة خطوات فعّالة لتقليل الشخير أو منعه:
-تغيير وضعية النوم: تجنب النوم على الظهر، لأن هذه الوضعية تسهّل ارتخاء اللسان للخلف.
-فقدان الوزن الزائد: يساعد على تقليل الضغط على مجرى الهواء.
-الإقلاع عن التدخين : فهما من أكثر العوامل التي تضعف أنسجة الحلق.
-ممارسة تمارين الحلق واللسان (Myofunctional Therapy): وهي تمارين بسيطة لتقوية عضلات الفم والبلعوم، أثبتت الدراسات فعاليتها في تحسين التنفس الليلي.
-استخدام أجهزة الفم الطبية (Oral Appliances): تشبه واقيات الأسنان وتساعد في إبقاء المجرى الهوائي مفتوحًا أثناء النوم.
-جهاز ضغط الهواء الإيجابي المستمر يُستخدم في الحالات الشديدة، ويعمل على ضخ هواء مستمر داخل الأنف للحفاظ على الممرات الهوائية مفتوحة.
-التدخل الجراحي: يُلجأ إليه فقط إذا كان السبب تشريحيًا مثل تضخم اللوزتين أو انحراف الحاجز الأنفي.
كيف تقي نفسك من الشخير؟
الوقاية تعتمد على نمط الحياة أكثر من أي شيء آخر. احرص على الحفاظ على وزن صحي، ومارس الرياضة بانتظام لتحسين قدرة عضلات التنفس، وتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم. كما يُنصح بالحفاظ على غرفة نوم هادئة وجافة، لأن الرطوبة أو الغبار قد يفاقمان احتقان الأنف.