فيسبوك
واتساب
من المعروف أن الإنسان لديه خمس حواس ، إلا أن بعض الأبحاث الحديثة تشير إلى أننا قد نمتلك في الواقع عشرات الحواس.ووفقا لموقع "Medical xpress"، فإن معظم تجاربنا متعددة الحواس، فنحن لا نرى ونسمع ونشم ونلمس بشكل منفصل، بل تحدث هذه الحواس في وقت واحد ضمن تجربة موحدة للعالم من حولنا ولأنفسنا، ما نشعر به يؤثر على ما نراه والعكس.
على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر الروائح المختلفة في الشامبو على كيفية إدراكنا لملمس الشعر، فرائحة الورد، على سبيل المثال، تجعل الشعر يبدو أكثر نعومة، كما يتأثر إدراك الروائح في الفم ، والتي تصل إلى الممرات الأنفية، بلزوجة السوائل التي نتناولها.
عدد كبير من الحواس
وفقا للدكتور البروفيسور تشارلز سبنس من مختبر الحواس المتعددة في أكسفورد، فإن عدد من علماء الأعصاب يعتقدون أن هناك ما بين 22 و 33 حاسة .وتشمل هذه الحواس الحسية العميقة، التي تمكننا من معرفة مكان أطرافنا دون النظر إليها، ويعتمد إحساسنا بالتوازن على الجهاز الدهليزي في قنوات الأذن، بالإضافة إلى حاسة البصر والحاسة الحسية العميقة.
ومن الأمثلة الأخرى الإحساس الداخلي، الذي نستشعر من خلاله التغيرات التي تطرأ على أجسامنا، مثل زيادة طفيفة في معدل ضربات القلب والشعور بالجوع، كما أننا نمتلك إحساسًا بالتحكم عند تحريك أطرافنا، وهو شعور قد يغيب لدى مرضى السكتة الدماغية الذين قد يعتقدون أحيانًا أن شخصًا آخر يحرك أذرعهم.
هناك شعور بالملكية، حيث يشعر مرضى السكتة الدماغية أحيانًا، على سبيل المثال، أن ذراعهم ليست ملكهم على الرغم من أنهم قد لا يزالون يشعرون بالأحاسيس فيها.
بعض الحواس التقليدية هي مزيج من عدة حواس، فاللمس، على سبيل المثال، يشمل الألم، والحرارة، والحكة، والإحساس اللمسي، وعندما نتذوق شيئًا ما، فإننا في الواقع نختبر مزيجًا من ثلاث حواس: اللمس، والشم، والتذوق ، والتي تتحد معًا لتكوين النكهات التي ندركها في الطعام والشراب.
يشمل التذوق الأحاسيس التي تنتجها مستقبلات اللسان والتي تمكننا من تمييز المالح والحلو والحامض والمر والأومامي (النكهة اللذيذة)، لكن مثلا لا توجد لدينا مستقبلات لنكهة التوت على اللسان، كما أن نكهة التوت ليست مزيجاً من الحلاوة والحموضة والمرارة، ولا توجد معادلة رياضية لتذوق نكهات الفاكهة، بل ندركها من خلال عمل اللسان والأنف معًا ، فالرائحة هي التي تساهم بالجزء الأكبر فيما نسميه التذوق.
لكن هذا لا يعني استنشاق الروائح من البيئة. إذ تُطلق مركبات الرائحة أثناء المضغ أو الشرب، وتنتقل من الفم إلى الأنف عبر البلعوم الأنفي في الجزء الخلفي من الحلق، ويلعب اللمس دوره أيضاً ، حيث يربط بين الأذواق والروائح ويحدد تفضيلاتنا للبيض السائل أو المتماسك، والملمس المخملي الفاخر للشوكولاتة.
يتأثر البصر بجهاز التوازن لدينا، عندما تكون على متن طائرة على الأرض، انظر إلى أسفل المقصورة. انظر مرة أخرى عندما تكون الطائرة في مرحلة الصعود، سيبدو لك أن مقدمة المقصورة أعلى منك، مع أن كل شيء بالنسبة لك بصريًا هو نفسه كما كان على الأرض، ما تراه هو التأثير المشترك لحاسة البصر وقنوات أذنك التي تخبرك بأنك تميل للخلف.
أهمية دراسة الحواس
توفر الحواس مجالاً غنياً للبحث، ويعمل الفلاسفة وعلماء الأعصاب وعلماء النفس معاً في مركز دراسة الحواس في كلية الدراسات المتقدمة بجامعة لندن.
في عام 2013، أطلق المركز مشروع "إعادة التفكير في الحواس"، بإدارة البروفيسور الراحل السير كولين بلاكيمور، والذى توصل إلى أن تعديل صوت خطواتك يمكن أن يجعل جسمك يبدو أخف أو أثقل.
كما تم التعرف على كيفية استخدام الأدلة الصوتية في متحف تيت بريطانيا للفنون، والتي تخاطب المستمع كما لو كان النموذج في اللوحة يتحدث، مما يُساعد الزوار على تذكّر المزيد من التفاصيل البصرية للوحة، كذلك كيف يؤثر ضجيج الطائرات على حاسة التذوق لدينا، ولماذا يُنصح دائمًا بشرب عصير الطماطم على متن الطائرة.
بينما يقلّ إدراكنا للمذاق المالح والحلو والحامض في وجود الضوضاء البيضاء، فإنّ نكهة أومامي لا تتأثر، والطماطم وعصير الطماطم غنيان بها ، هذا يعني أن ضوضاء الطائرة ستعزز النكهة اللذيذة.
