يترقب عشاق كرة القدم ديربي عربي خالص يجمع بين منتخبى الجزائر وشقيقه السودان، في الخامسة مساء اليوم، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الخامسة في بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 المقامة حاليًا في المغرب، وبعيدًا عن الساحرة المستديرة تمتلك الدولتان مجموعة من الأماكن الأثرية الهامة التي تم إدراج بعضها في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
تيمقاد - الجزائر
تُعدّ تيمقاد، الواقعة شمال سلسلة جبال الأوراس في موقع جبلي خلاب، على بُعد 480 كيلومترًا جنوب شرق الجزائر العاصمة و110 كيلومترات جنوب قسنطينة، مثالًا رائعًا على المستعمرات العسكرية الرومانية التي أُنشئت من العدم، تأسست مستعمرة مارسيانا ترايانا تيمقادي عام 100 ميلادي على يد تراجان، على الأرجح كمعسكر للفيلق الأوغسطي الثالث الذي تمركز لاحقًا في لامبايسيس، ويُظهر تصميمها، الذي رُسم بدقة متناهية، روعة التخطيط العمراني الروماني في أوج ازدهاره، وبحلول منتصف القرن الثاني الميلادي، أدى النمو السريع للمدينة إلى توسعها خارج حدودها الأصلية الضيقة، فامتدت تيمقاد خارج أسوارها، وشُيّدت العديد من المباني العامة الرئيسية في الأحياء الجديدة: الكابيتول، والمعابد، والأسواق، والحمامات، يعود تاريخ معظم هذه المباني إلى العصر السيفيري عندما تمتعت المدينة بعصرها الذهبي، وهو ما تشهد عليه أيضاً المساكن الخاصة الضخمة.
كانت تيمقاد، المستعمرة القوية والمزدهرة، بلا شكّ رمزًا بارزًا لعظمة روما على أرض نوميديا، وقد خضعت مبانيها، المبنية بالكامل من الحجر، لعمليات ترميم متكررة خلال عهد الإمبراطورية: قوس تراجان في منتصف القرن الثاني، والبوابة الشرقية عام 146، والبوابة الغربية في عهد ماركوس أوريليوس، كانت شوارعها مرصوفة بألواح جيرية مستطيلة كبيرة، وكما تشهد الحمامات الأربعة عشر التي لا تزال قائمة حتى اليوم، فقد أُولي اهتمام خاص بتوزيع المرافق العامة، أما منازلها، ذات الأحجام المختلفة، فتبهر بفسيفسائها الفخمة، التي صُممت لتعويض غياب الرخام الثمين، خلال العصر المسيحي، كانت تيمقاد أسقفية مرموقة، وبعد غزو الوندال عام 430، دُمّرت تيمقاد في نهاية القرن الخامس على يد قبائل الأوراس الجبلية، أعادت الاستعادة البيزنطية بعض الأنشطة إلى المدينة، التي كانت محمية بحصن بُني جنوبًا، عام 539، باستخدام كتل أُزيلت من آثار رومانية، أما الغزو العربي فقد أدى إلى الخراب النهائي لمدينة ثاموغادي، التي لم تعد مأهولة بالسكان بعد القرن الثامن.

تيمقاد
المواقع الأثرية في جزيرة مروي
هي عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة كوش، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد، وتتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، وبالقرب من المواقع الدينية في نقاء والمصورات الصفراء، كانت مقرًّا للحكام الذين احتلوا مصر لما يقرب من قرن ونيف، من بين آثار أخرى، من مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن وكذلك المنشآت الكبرى، وهي متصلة كلها بشبكة مياه. امتدت إمبراطورية الكوشيين الشاسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى قلب أفريقيا، وتشهد هذه المساحة على تبادل للفنون والهندسة والأديان واللغات بين المنطقتين.

المواقع الأثرية في جزيرة مروي