صمام أمان الجهاز الهضمى.. «التبن» الجندى المجهول بمنظومة تسمين الماشية

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 06:00 ص
صمام أمان الجهاز الهضمى.. «التبن» الجندى المجهول بمنظومة تسمين الماشية التبن

كتبت أسماء نصار

في عالم تربية الماشية، غالباً ما يتجه التركيز نحو الأعلاف المركزة والبروتينات لزيادة الوزن، لكن يظل "التبن" هو العنصر الاستراتيجي الذي لا تستقيم بدونه صحة الحيوان، فالتبن، وهو تلك البقايا الجافة لسيقان وأوراق النباتات الحقلية بعد حصاد الحبوب كالقمح والشعير والبقوليات، ليس مجرد مادة مالئة لرخص ثمنها، بل هو ركيزة أساسية لضمان عمل الجهاز الهضمي بكفاءة ومنع الانتكاسات الصحية المفاجئة.

تكمن القيمة الجوهرية للتبن في كونه مصدراً غنياً بالألياف الخام التي تؤدي دوراً ميكانيكياً حيوياً داخل الكرش، فهي المحفز الرئيسي لحركة وتقلصات جدران الكرش، مما يمنع الركود الهضمي.

كما يلعب التبن دورًا وقائيًا حاسمًا في منع حالات "حموضة الكرش" (Acidosis)، وهي المشكلة الشائعة التي تنتج عن الإفراط في تقديم العلائق الغنية بالطاقة مثل الحبوب والخبز والطحين.

 

التبن يساهم في إطالة زمن عملية المضغ والاجترار

من الناحية الفسيولوجية، يوضح الخبراء أن التبن يساهم في إطالة زمن عملية المضغ والاجترار، هذه العملية ليست مجرد طحن للغذاء، بل هي وسيلة لتحفيز إفراز اللعاب بغزارة، والذي يعمل بدوره كـ "منظم طبيعي" يعادل حموضة الكرش ويحافظ على توازن بيئته الحيوية، وبالإضافة إلى فوائده الهضمية، يوفر التبن "الملء الحجمي" الذي يمنح الحيوان شعوراً بالشبع والاستقرار، ما يقلل من حالات الانتفاخ والإسهال والاضطرابات المعوية التي قد تعيق عمليات التسمين.

 

التوظيف الأمثل في برامج التغذية

يشير الخبراء إلى أن تقديم التبن يجب أن يكون طقساً يومياً ثابتاً، خاصة عند الاعتماد على الأعلاف سريعة التخمر.

وفي حالة عجول التسمين الصغيرة، تبرز أهمية التبن عند مرحلة الفطام كأداة "تدريبية" لتطوير وظائف الكرش وتحويله من جهاز يعتمد على السوائل إلى جهاز قادر على معالجة المواد الصلبة.

وعن الكميات الموصى بها، يفضل الخبراء تقديم ما يتراوح بين 1 إلى 2 كيلو جرام يومياً للعجول التي تزن ما بين 100 إلى 150 كيلوجراماً، أما في نظم التسمين المكثفة، فيجب أن يشكل التبن ما نسبته 10% إلى 20% من إجمالي المادة الجافة في العليقة، لضمان أعلى معدلات تحويل غذائي مع الحفاظ على سلامة القطيع.

إن الجمع بين الكفاءة الاقتصادية لسهولة تخزينه ورخص ثمنه، وبين فوائده الصحية الجمة، يجعل من "التبن" عنصراً لا يمكن تجاوزه في أي مشروع ناجح لتربية المواشي، فهو الضمانة الحقيقية لاستمرار عملية النمو دون معوقات صحية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة