تعتبر التمارين الرياضية ضرورية لصحة القلب، ولكن التدريب المفرط أو غير المنظم يمكن أن يضع ضغطاً خطيراً على القلب.
وفقا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني"نيوز18" أن الإفراط في التدريب يسبب ضغطًا مستمرًا على الجهاز القلبي الوعائي، خاصةً عند ممارسة تمارين عالية الكثافة يوميًا دون فترات راحة كافية.
يوضح الدكتور راهول شارما، المدير المساعد لقسم أمراض القلب في الهند ، أن الجهاز القلبي الوعائي يتعرض لضغط مستمر نتيجة الإفراط في التدريب، لا سيما عند ممارسة تمارين عالية الكثافة يوميًا دون راحة أو استشفاء من الكافيين، و
يمكن أن يتسبب هذا الإجهاد المزمن في عدم انتظام ضربات القلب، والإرهاق المستمر، والدوار، أو حتى التهاب عضلة القلب.
ومن المثير للقلق أن الأطباء يلاحظون هذه المشكلات ليس فقط لدى كبار السن، بل أيضًا عند الشباب الأصحاء ويشير الدكتور شارما إلى أن الشباب الذين يرهقون أجسامهم فوق طاقتهم يظهرون أيضًا ارتفاعًا في ضغط الدم واضطرابات في تقلب معدل ضربات القلب، وهو ما يعد علامة على أن القلب يكافح للتكيف.
يؤكد الدكتور أنجان سيوتيا، مدير قسم أمراض القلب في الهند على هذا القلق و أن التدريب المفرط أو غير المنظم يرفع مستويات هرمونات التوتر ويؤثر سلبًا على انتظام ضربات القلب، محذرا أنه من الضروري تقوية اللياقة البدنية القلب لا ترهقة .
ويشير الطبيب إلى أن ازدياد حالات الخفقان، وعدم الراحة في الصدر، والتعب غير المبرر، وحتى النوبات القلبية المرتبطة بالتمارين الرياضية الشاقة، ولا يقتصر تأثير الإفراط في التدريب على القلب فقط.
فبحسب الدكتورة سوميا بوندالاباتي، استشارية أولى في الطب الباطني بمستشفيات كير في الهند ،أن متلازمة الإفراط في التدريب عندما يتم تجاوز حدود الجسم الفسيولوجية بشكل متكرر دون الحصول على قسط كافي من الراحة قد تلحق الضرر التمارين المفرطة أو غير الخاضعة للإشراف الكافي ضرراً بالجسم أكثر من نفعها.
وحسب ماجاء في التقرير أن إصابات الجهاز العضلي الهيكلي تعد من أكثر النتائج شيوعاً، بدءاً من كسور الإجهاد والتهاب الأوتار وصولاً إلى آلام المفاصل المزمنة وتمزق العضلات، خاصةً عند اقتران التدريب عالي الكثافة بعدم كفاية فترة الراحة، كما يعد اضطراب الهرمونات مصدر قلق رئيسي آخر.
وتضيف الدكتورة بوندالاباتي إلى أن الإجهاد المزمن المفرط قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، والتعب المطول، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء، وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، ويعد الاستخدام غير الخاضع للإشراف للمكملات الغذائية ومُحسّنات الأداء الرياضي عامل خطر إضافي.
كما يشير الدكتور بوندالاباتي إلى إجهاد الكلى فعند الجمع بين التمارين الرياضية المفرطة والجفاف واتباع نظام غذائي غني بالبروتين يمكن لحالات مثل انحلال الربيدات، حيث يطلق تحلل العضلات سمومًا في مجرى الدم، أن تسبب تلفًا كلويًا حادًا إذا لم يتم اكتشافها مُبكرًا.
التعرف على العلامات التحذيرية
كشف الخبراء الطبيون أنه لا يجب تجاهل الأعراض مثل ألم العضلات المستمر، وتراجع الأداء، وضيق التنفس غير المتناسب مع الجهد المبذول، والدوار، أو ألم الصدر.
ينصح الدكتور سيوتيا على أهمية الترطيب الكافي، وأيام الراحة، والفحص الدوري للقلب، كإجراءات وقائية أساسية، خاصةً لمن يمارسون تمارين التحمل أو التمارين عالية الكثافة.