لأكثر من 40 عامًا يعمل في هذه الصنعة المتوارثة عن الآباء والأجداد لم يمتهن غيرها يوما، حتى أصبحت جزءا أصيلا من حياته، يحبها كما يحب أبناءه الصغار ويسعى إلى تطويرها من حين لآخر، وكان من أوائل من أدخلوا الأفران التي تعمل بالغاز لتكون صديقة للبيئة، إلى جانب آلة عجن الطمي التي وفرت الوقت والجهد على صناع هذه الحرفة القديمة، التي اشتهرت بها محافظة قنا ضمن تكتلاتها الحرفية.
إرث وهوية ثقافية
وفي قنا لا تمثل صناعة الفخار مصدر رزق فقط، بل تعد هوية وإرثا ثقافيا، ويعد كمال أبو اليزيد واحدًا من أشهر صناعها الذين ما زالوا يحافظون عليها لضمان استمرارها، فبين يديه تتحول المادة الخام إلى قطع فخارية بأشكال مختلفة، يشارك بها في معارض داخل قنا وخارجها ويسعى إلى أن تصل منتجاته إلى دول خارج مصر من خلال المشاركة في معارض دولية.
قال كمال أبو اليزيد، إنه يعمل في هذه الصنعة منذ صغره حيث ورثها عن الآباء والأجداد، مؤكدًا أنها صناعة فرعونية عرفت منذ القدم، أنه على مدار أكثر من 40 عامًا حافظ على هذه الصناعة التراثية، وقام بتعليمها لعدد من الأشخاص، إلى جانب أفراد أسرته، لافتا إلى أنها حرفة أسرية تجمع العائلة في مكان واحد، ولكل فرد دور محدد.
الطمي مكون أساسي
وأوضح أبو اليزيد، أن الصناعة تعتمد في الأساس على الطمي كمكون محلي يتم تشكيله على الدولاب الذي كان يعمل قديمًا يدويًا ويعمل حاليًا بالكهرباء، إلى جانب آلة عجن الطمي وبعد التشكيل تترك القطع تحت أشعة الشمس لفترة حتى تجف، ثم توضع في الفرن لمدة تتراوح من أربع إلى خمس ساعات، لتصبح أواني فخارية جاهزة للبيع سواء في الأسواق المحلية أو من خلال المعارض المختلفة داخل مصر.
وتابع أبو اليزيد، أنه خلال المعرض الأخير التقت به الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، واستعرض أمامها ما يقوم به من أعمال، كما طرح فكرة المشاركة في معارض خارج مصر لعرض التراث القنائي، مضيفا أنه تم تخصيص قطعة أرض للحرفيين للعمل وعرض منتجاتهم، إلا أن الأمر يحتاج إلى الموافقة على نقل النشاط إليها، مقترحا أن العمل في تلك المنطقة التي تتوسط دندرة والأقصر سيساهم في تنشيط الحركة السياحية، حيث سيتمكن السياح من مشاهدة مراحل التصنيع اليدوي والاطلاع.

العم كمال

أوان فخارية بقنا

تصنيع أواني الطين الفخارية

كمال أبو اليزيد صانع الفخار بقنا