أيمن الرقب: نتنياهو يسعى لـ"لَبْنَنَة" غزة ومقترح مجلس السلام يضع غزة تحت وصاية

كشف الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بمستقبل قطاع غزة في ضوء التحركات الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة، محذراً من مخططات الاحتلال لفرض واقع أمني وعسكري جديد يلتهم أكثر من نصف مساحة القطاع.

وأوضح "الرقب"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنه ليس هناك رؤية إسرائيلية واضحة بشأن الانتقال للمرحلة الثانية من التهدئة، مشيراً إلى أن ما يرشح من مكتب نتنياهو يؤكد رغبة إسرائيل في عدم الانتقال لهذه المرحلة بمفهومها التقليدي، بل السعي نحو ما وصفه بـ "لَبْنَنَة غزة" وإنشاء مناطق عازلة.

الخط الأصفر واحتلال 55% من غزة

وحذر أستاذ العلوم السياسية من خطورة المخطط الإسرائيلي الذي يرسم حدوداً جديدة لغزة عبر ما يسمى بـ "الخط الأصفر"، والذي يعني عملياً احتلال إسرائيل لأكثر من 55% من مساحة القطاع، وعزل المناطق التي تسيطر عليها المقاومة عن تلك التي يسيطر عليها الاحتلال، وهو ما يمهد لمرحلة خطيرة من العمليات العسكرية في العمق.

وأشار إلى أن هذا المخطط الخطير قد استدعى تحذيرات مسبقة من وزارة الخارجية المصرية بناءً على تقديرات أمنية دقيقة، وفيما يخص شكل الإدارة المستقبلية للقطاع، كشف "الرقب" عن ملامح مقترح "مجلس السلام"، موضحاً أنه قد يتكون من مستويين:

مجلس سلام أعلى: برئاسة دونالد ترامب، ويضم في عضويته رؤساء دول وملوك.

مجلس تنفيذي: ترأسه شخصيات اعتبارية دولية (طُرحت أسماء مثل نيكولاي ملادينوف وتوني بلير)، إلى جانب لجنة إدارية "تكنوقراط" تتولى الشؤون اليومية لسكان غزة، مما يعكس رغبة أمريكية في السيطرة الكاملة على القرار في القطاع.

كارثة إنسانية ومعيقات الانتقال

وسلط "الرقب" الضوء على الوضع الإنساني الكارثي، مؤكداً أن التقارير الطبية تشير إلى أن 60% من أطفال غزة يولدون "خُدّج" بسبب الظروف القاسية، لافتاً إلى سقوط أكثر من 400 شهيد خلال فترة التهدئة الهشة التي استمرت شهرين ونصف، مع استمرار سياسة التجويع ونقص المواد الطبية.

وأكد على أن الأولوية الفلسطينية الآن تكمن في الانتقال للمرحلة الثانية التي تضمن انسحاب الاحتلال ووقف القتل، بغض النظر عن شكل الوصاية، مشدداً على ضرورة التمسك بعدم تهجير الفلسطينيين وإعادة الأمل لغزة لتتحول من بيئة طاردة إلى بيئة جاذبة للحياة.