لم يكن التاريخ القديم مجرد روايات وأساطير مرت عبر العصور، بل أصبح أرضا خصبة لنظريات مؤامرة لا تنتهي، فكل حضارة قديمة وكل شخصية تركت أثرا كبيرا في مسار البشرية تجد حولها عشرات القصص التي تحاول كشف ما وراء الأحداث، أو إعادة تفسير ما نعرفه بطرق أكثر غرابة وإثارة، وبينما ينشغل البعض بفك أسرار العجائب المعمارية القديمة وينسبونها للكائنات الفضائية، يذهب آخرون إلى أبعد من ذلك فيعيدون قراءة التاريخ كله بعيون لا تصدق الرواية التقليدية، لذا نستعرض مجموعة من أغرب نظريات المؤامرة التي تتعلق بالشعوب القديمة.
انتحار يوليوس قيصر بدل اغتياله
يعرف الجميع أن يوليوس قيصر قُتل في مجلس الشيوخ على يد من خشوا تحوله إلى ديكتاتور، لكن هناك من يعتقد أنه لم يُقتل بل سمح بحدوث العملية عمدا، يرى المؤرخ ريتشارد جيرلينج أن قيصر كان يعاني من نوبات صرع حادة سببت له اكتئابا شديدا، وربما جعلته مستعدا لقبول موته، ويستند هذا الرأي إلى ما ورد في النصوص القديمة عن حالته الصحية وتدهور وضعه في سنواته الأخيرة، كما يرى أصحاب النظرية أن قيصر كان يعلم عن مخطط لاغتياله، لكنه اختار عدم الدفاع عن نفسه بعدما عيّن أوغسطس خلفا له، وأقال حرسه يوم مقتله، ليضمن موته السريع ويدخل التاريخ بصفته شهيدا.
قتل يوليوس قيصر
القرطاجيون واكتشاف الأمريكتين
تتحدث نظرية قديمة عن وصول بحارة قرطاجيين إلى أمريكا قبل آلاف السنين، وقد استند بعض الباحثين إلى نقوش صخرية في ماساتشوستس وخرائط فينيقية قديمة وعملات محتملة عُثر عليها في الولايات المتحدة، وتقول إحدى الروايات إن القرطاجيين الذين نجوا من تدمير مدينتهم فرّوا عبر المحيط الأطلسي إلى خليج المكسيك، وأصبحوا لاحقا أسلاف التولتيك، بينما تشير نظرية أخرى إلى أن شعب تشاتشابويا في البيرو قد يكون من نسل مختلط بين القرطاجيين والسلتيين الذين هربوا من الرومان، هذه النظريات مثيرة، لكنها تفتقر إلى أدلة قاطعة، وتعتمد غالبا على تشابهات لغوية أو تاريخية غير مؤكدة.
اكتشاف الامريكيتين
تسمم الإسكندر الأكبر
رغم أن وفاة الإسكندر الأكبر بعد ليلة شرب ظلت لغزا طويلا، إلا أن كثيرين يعتقدون أنه تم تسميمه، أبرز الاتهامات توجهت إلى الوصي المقدوني أنتيباتر، الذي قيل إنه أراد التخلص من الإسكندر بعد شعوره بالخطر، وتقول بعض الروايات إن السم كان من نهر ستيكس الأسطوري، بينما ترجح دراسات حديثة أنه ربما تناول جرعة زائدة غير مقصودة من جذور الهيلبور التي كانت تستخدم طبيا في ذلك الوقت، ويعتقد بعض الباحثين أن أطباء الإسكندر ربما أخطأوا في الجرعة أو استخدموا نوعا شديد السمية دون قصد.
اغتيال الاسكندر الاكبر
أفلاطون ونظرية النظام العالمي الجديد
يعد أفلاطون واحدا من أعظم فلاسفة التاريخ، ومع ذلك ارتبط اسمه بنظرية مؤامرة تقول إن أفكاره استغلها الإلوميناتي والصهاينة لوضع أسس نظام عالمي جديد، وتستند هذه الفكرة إلى تشابهات بين ما ورد في كتاب "الجمهورية" وبين بعض المفاهيم السياسية الحديثة مثل الدولة المركزية الموحدة والتحكم في المجتمع والتعليم الإجباري، ويعتقد أصحاب النظرية أن أفكاره تحولت عبر الزمن إلى دليل تستخدمه بعض القوى في تشكيل السياسات العالمية، ورغم ضعف الأدلة، لا تزال النظرية تجد اهتماما بسبب الغموض المحيط بتاريخ الفلسفات القديمة وتأثيرها الواسع.
افلاطون والنظام العالمي
أصول أفريقية قديمة للصينيين الأوائل
ترى بعض التيارات الأفروسنتريك أن السكان الأوائل للصين كانوا ذوي أصول أفريقية، وأنهم هاجروا من وادي النيل عبر الشرق الأوسط إلى آسيا، وتربط هذه النظرية بين أسماء قديمة مثل "كونتي" وبين لفظ متداول في غرب أفريقيا، كما يعتمد أصحابها على دراسات أنثروبولوجية قديمة كانت تصنف بعض سكان جنوب الصين كـ"زنوج محيطيين" بسبب ملامحهم، كما يربطون بين حضارتي شيا وشانج وبين هذه الأصول المزعومة، لكن أغلب الأدلة التي يستندون إليها تعتمد على تشابهات لغوية أو شكلية غير دقيقة، إذ إن الملامح الجسدية لا تعتبر دليلا قاطعا على الأصل العرقي.
االاعتقاد بأن الصينيون أصلهم افريقي