يتمسك بعض الآباء بآرائهم واختياراتهم دون إتاحة مساحة حقيقية للاستماع إلى أبنائهم أو إشراكهم في القرارات التي تمس حياتهم، وهو ما يؤدي تدريجيًا إلى تهميش مشاعر الأبناء وإغفال احتياجاتهم النفسية. في هذا النمط من التربية، ينشغل أحد الوالدين أو كلاهما بفرض رؤيتهما وسلطتهما، ويطلب من الأبناء الامتثال بصمت، دون التعبير عن رغباتهم أو طموحاتهم أو حتى مشاعرهم الحقيقية. هذا الأسلوب، الذي تصفه الدراسات بالنزعة النرجسية في التربية، يترك آثارًا نفسية وسلوكية عميقة على الأبناء، وفقًا لما نشره موقع Psychology Today. وفي السطور التالية، نستعرض أبرز هذه الأضرار؛ ليتجنبها الآباء ويحدوا من تأثيرها السلبي على أبنائهم.
تراجع الطاقة العاطفية لدى الأبناء
عندما يقدم الآباء قراراتهم على حساب مشاعر أبنائهم، فإنهم يحرمونهم من الرعاية العاطفية الكاملة، مثل المشاركة، والتقدير، والتعاون. ومع غياب هذه العناصر الأساسية، يشعر الأبناء بعدم الأمان ويبدأون في الشك في مشاعرهم واحتياجاتهم، ما يدفعهم للبحث عن القبول والتقدير خارج نطاق الأسرة، سواء لدى الأصدقاء أو الأقارب، لتعويض النقص العاطفي الذي يعانون منه.
محدودية المهارات وتوقف النمو الشخصي
استمرار الممارسات النرجسية من جانب الآباء يؤدي إلى تجاهل احتياجات الأبناء الفردية، وعدم اكتشاف مواهبهم أو دعم نقاط قوتهم. ونتيجة لذلك، يفقد الأبناء فرص التطور واكتساب مهارات جديدة، ويكبرون وهم غير مدركين لإمكاناتهم الحقيقية، ما ينعكس سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التقدم.
اعتمادية مفرطة على الوالدين
يسعى الآباء النرجسيون إلى فرض حضورهم الدائم في حياة أبنائهم، والتأكيد المستمر على تأثيرهم وقراراتهم، وهو ما يضعف إحساس الأبناء بالاستقلالية. ينشأ الطفل وهو غير قادر على اتخاذ قرار أو التفكير بشكل مستقل دون الرجوع إلى والديه، ما يعزز شعوره بالعجز ويقلل من ثقته بنفسه على المدى الطويل.
ضعف التكيف الاجتماعي
يشعر الأبناء في ظل هذه التربية بأن آراءهم غير مهمة وأن أفكارهم لا قيمة لها، وهو ما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي والخوف من التعبير عن الرأي. ومع الوقت، يتجنبون المشاركة في التجمعات أو النقاشات، ويصبحون أقل قدرة على التواصل والتكيف مع الآخرين، ما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ومستقبلهم النفسي.