آلام البطن ليست عرضًا بسيطًا يمكن تجاهله دائمًا، فبينما يعاني كثيرون من نوبات ألم مؤقتة بسبب التخمة أو الغازات، قد يخفي الألم نفسه أمرًا طارئًا يحتاج إلى تدخل فوري. يعتمد التمييز بين الحالتين على شدة الألم، ومكانه، والأعراض المصاحبة له، ومدى استمراره.
وفقًا لتقرير نشره موقع healthcare.utah فإن تقييم ألم البطن يبدأ بتحديد ما إذا كان الألم جديدًا أو متكرّرًا، وهل يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، أو قيء، أو تغيّر في لون الجلد، أو اضطراب في حركة الأمعاء، إذ تُعد هذه العلامات مؤشرات محتملة على وجود مرض حاد يستدعي التقييم الطبي العاجل.
إشارات الخطر التي تستوجب الذهاب للطوارئ
من أكثر العلامات التي يجب ألا تُهمَل:
ألم حاد مفاجئ لا يتحسّن بعد ساعات.
ألم مصحوب بقيء مستمر أو قيء دموي.
انتفاخ واضح بالبطن مع عدم خروج الغازات أو البراز.
ارتفاع في الحرارة أو اصفرار في الجلد والعينين.
ألم ينتشر إلى الكتف أو الصدر أو الظهر.
هذه الأعراض قد تدل على مشكلات خطيرة مثل انسداد الأمعاء، أو التهاب الزائدة الدودية، أو التهاب المرارة، أو قرحة نازفة، وكلٌّ منها يستدعي فحصًا عاجلًا في المستشفى.
أمراض خطيرة قد تظهر بشكل مفاجئ
يُعد التهاب الزائدة الدودية أحد الأسباب الشائعة للألم الحاد في أسفل البطن الأيمن، وغالبًا ما يبدأ الألم خفيفًا حول السرة ثم يزداد حدة وينتقل إلى الجهة اليمنى. يصاحبه عادة فقدان للشهية وغثيان وارتفاع بسيط في الحرارة.
أما التهاب البنكرياس الحاد، فيتجلّى بألم قوي في أعلى البطن يمتد إلى الظهر، ويزداد سوءًا بعد تناول الطعام، وقد يصاحبه قيء أو ارتفاع في دقات القلب.
بينما حصوات الكلى تسبب ألمًا مبرحًا يبدأ فجأة في أحد الجانبين ويمتد إلى أسفل البطن أو الفخذ، وغالبًا ما يأتي على شكل نوبات متقطعة.
كما يمكن أن تكون بعض آلام البطن ناتجة عن مشكلات نسائية كتكيس المبايض أو الحمل خارج الرحم، وهي حالات تتطلب تشخيصًا فوريًا بالموجات فوق الصوتية.
متى يمكن الانتظار ومراقبة الحالة؟
إذا كان الألم خفيفًا ويزول بعد فترة قصيرة، أو كان مرتبطًا بتناول طعام معين أو بالقلق والتوتر، فيمكن الاكتفاء بالراحة وشرب الماء الدافئ ومراقبة الأعراض. لكن إذا تكرر الألم أو تغيرت طبيعته، فيُفضل مراجعة الطبيب حتى لو لم يكن الألم شديدًا.
المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكر أو الكبد أو القلب يجب أن يكونوا أكثر حذرًا، لأن أجسامهم قد لا تُظهر الأعراض بالشدة نفسها التي تظهر لدى الأصحاء، وقد يتطور لديهم الالتهاب بسرعة دون علامات واضحة.
التشخيص في المستشفى
في قسم الطوارئ، يبدأ الأطباء بجمع المعلومات الأساسية حول طبيعة الألم وموضعه وارتباطه بالطعام أو الحركة، ثم يُجرى الفحص، يلي ذلك تحاليل الدم والبول، وقد يُطلب فحص الأشعة أو الموجات الصوتية. الهدف هو تحديد مصدر الألم وتجنّب أي تأخير في علاج الحالات الخطيرة.
وفي بعض الحالات، قد يُنقل المريض مباشرة إلى غرفة العمليات، مثل حالات الزائدة الدودية المنفجرة أو النزيف الداخلي الناتج عن قرحة معدية.
كيف تحمي نفسك من مضاعفات تأخير التشخيص؟
القاعدة الأساسية هي عدم تجاهل الألم غير المبرر، خاصة إذا كان متصاعدًا أو مصحوبًا بتغيّر في الشهية أو لون البول أو البراز. تناول مسكنات قوية قبل معرفة السبب قد يخفي الأعراض ويؤخر التشخيص.
كما يُنصح بعدم الاعتماد على العلاجات المنزلية عند وجود قيء متكرر أو إمساك تام أو ارتفاع حرارة مستمر، لأن هذه العلامات تشير عادة إلى انسداد أو التهاب يستلزم تدخلًا طبيًا عاجلًا.