يورونيوز: توتر العلاقات بين برلين ووارسو يثير أسئلة حول قدرة أوروبا على التماسك الأمنى

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 02:07 م
يورونيوز: توتر العلاقات بين برلين ووارسو يثير أسئلة حول قدرة أوروبا على التماسك الأمنى المستشار الألمانى فريدريش ميرز

بروكسل (أ ش أ)

رأت شبكة يورونيوز الأوروبية فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن توتر العلاقات بين ألمانيا وبولندا يثير العديد من الأسئلة حول قدرة أوروبا على التماسك الأمنى وسط التصعيد الروسى فى أوكرانيا.

توتر متصاعد بين ألمانيا وبولندا
 

وأوضحت الشبكة - في سياق تقرير إخباري - أن المشاورات الحكومية الألمانية – البولندية السنوية، التي عُقدت في برلين يوم أمس الاثنين، تأتى فى وقت يشهد توترا إقليميا متصاعداً بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث التقى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بالمستشار الألمانى فريدريش ميرز فى إطار الدورة السابعة عشرة من المشاورات الحكومية بين البلدين، مع تركيز كبير على ملف الأمن.

انعدام الثقة بين البلدين يقوّض التعاون
 

وأشارت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت سلسلة من الانتهاكات للمجال الجوي لحلف الناتو، وتحتاج وارسو إلى برلين شريكاً أمنياً، إلا أن انعدام الثقة العميق خصوصاً من الجانب البولندي لا يزال يلقي بظلاله على العلاقة.

وخلال لقائهما، شدد ميرز على أهمية التضامن، قائلاً: خصوصاً في الأوقات التي تتعرض فيها وحدة أوروبا لضغط كبير، لا يمكن أن نسمح بأن يتم تقسيمنا .. يجب أن نقف معاً، وسنفعل ذلك.

خبراء: العلاقات الألمانية – البولندية متناقضة
 

ووصف خبير السياسة كاي - أولاف لانج العلاقة الألمانية – البولندية بأنها متناقضة، وأوضح الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن اللقاء الأخير لم يُحدث تغييراً جوهرياً، نظراً لعمق انعدام الثقة بين البلدين.

وأضاف لانج هناك مكابح سياسية داخلية، ومن منظور ألماني يبدو كما لو أن بولندا تنفذ سياسة ألمانيا ولكن باستخدام فرامل اليد .. وأوضح أن بولندا ترى نفسها قائداً إقليمياً في أوروبا الوسطى والشرقية، مضيفاً: منذ فبراير 2022، تعتبر وارسو أن نفوذها قد ازداد بشكل أكبر.

خلافات تاريخية وتوترات مستمرة
 

وأشار توسك - خلال الاجتماع في برلين - إلى الخلافات التاريخية بين البلدين، قائلاً: استغرق الأمر سنوات لإقناع شركائنا الألمان بأن الأمن في هذه المنطقة مسؤولية مشتركة.

وبحسب لانج، تسعى بولندا إلى دور أكبر في شؤون الأمن والدفاع، لكنها تشعر بأنها تُهمش بشكل متكرر .. وأوضح "هناك انطباع متزايد بأن ألمانيا تتحدث نظريا عن تمكين بولندا، لكن عندما يحين وقت القرارات الفعلية، لا يتم أخذها في الاعتبار.

خطة السلام الأمريكية تزيد الهوة
 

وتصاعد هذا الإحباط خلال المناقشات المتعلقة بالدفاع الأوروبي والمحادثات عبر الأطلسي حول مستقبل هيكل الأمن الأوروبي .. ففي وارسو، يعتقد كثيرون أن ألمانيا كان يجب أن تشرك بولندا بدرجة أكبر.

ومؤخراً، نوقشت خطة السلام الأمريكية الخاصة بأوكرانيا دون مشاركة مباشرة من وارسو، بما في ذلك بند يتعلق بنشر مقاتلات أوروبية على الأراضي البولندية .. وقال توسك بوضوح إن القرارات المتعلقة بأمن أوروبا "لا يجب أن تُتخذ دون علم بولندا.

التعويضات النازية.. جرح قديم لا يندمل
 

وبحسب أحدث مؤشر العلاقات الألمانية – البولندية، فإن ثلث البولنديين فقط يقولون إنهم ينظرون بإيجابية إلى جيرانهم الألمان .. ويُعد ملف التعويضات عن جرائم الحقبة النازية أحد أبرز مصادر التوتر، ففي عام 2022، طالبت بولندا رسمياً بتعويضات بقيمة 1.3 تريليون يورو عن أضرار الحرب العالمية الثانية.

وقال لانج إن الملف من منظور ألماني مغلق قانونياً، وخلال الزيارة الرسمية للرئيس البولندي كارول ناوروتسكي إلى ألمانيا في أكتوبر، رفض كل من ميرز والرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مطالب وارسو بالتعويضات.

وفي بادرة رمزية، أعادت ألمانيا مؤخراً ممتلكات ثقافية إلى بولندا، من بينها 73 وثيقة تعود إلى العصور الوسطى، لكن الحكومة البولندية الحالية تخضع لضغوط داخلية، وتضطر إلى الظهور بمظهر المتشدد تجاه برلين، وفقاً لما ذكره لانج .. فبالنسبة للمعارضة الوطنية المحافظة والرئيس كارول، تُصور ألمانيا كخصم، وتُتهم حكومة توسك بأنها شديدة المرونة مع برلين.

التعاون الأمنى مستمر رغم الخلافات
 

وقال توسك:  نعرف جيداً أين تكمن نقاط الخلاف.

ومع ذلك، يرى رئيس الوزراء البولندي أن هناك تقدماً في التعاون الألماني – البولندي في قضايا رئيسية، مثل الاستثمارات في البنية التحتية والجهود المشتركة لدعم أوكرانيا، حيث تعمل ألمانيا وبولندا «يداً بيد».. وأكد توسك أن مثل هذا التعاون يشكل أحد أقوى ضمانات الأمن للبلدين.

وأشار إلى أن برلين ووارسو متوافقتان في سياساتهما المتعلقة بالطاقة، لا سيما في ما يتعلق بتقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية وهو تحول قال إنه كان "غير قابل للتصور قبل سنوات قليلة فقط.

كما شدد على أن الاستثمارات في البنية التحتية ضرورية أيضاً ضمن الأجندة الأمنية المشتركة، موضحاً: "الأمر يتعلق بطرق الربط والجسور فوق نهر الأودر حتى يتمكن الناتو من التحرك سريعاً في حال حدوث عدوان.

وأضاف أن ضمان استجابة سريعة يتطلب مزيداً من الروابط الهيكلية والاتصالية بين بولندا وألمانيا.

تحديات المستقبل
 

ومع ذلك، أقر توسك بأن التحديات لا تزال قائمة، قائلاً: أتوقع أن يكون هناك المزيد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب