في قلب مدينة قوص فى محافظة قنا ، تقف معصرة البيوت صامدة كصمود الزمن رغم مرور 250 عامًا على إنشائها على بدء إنتاج الزيوت من الحبوب، هنا تفوح رائحة السمسم والجرجير والخس من المكان كأن الزمن لم يمر عليه يوما ورغم انتشار الآلات ومصانع الزيوت، ما زال أصحاب المعصرة يعتمدون على الطريقة التقليدية القديمة في العصر، من خلال طحن الحبوب بالأحجار الكبيرة ودوران الأبقار حولها حتى تستخرج مختلف أنواع الزيوت باسم المعصرة.
أقدم معصرة زيوت بالصعيد
وللوهلة الأولى تبدو المعصرة كتلة زمنية استقرت في هذا الموضع تاركة أثرا من زمن عاشت فيه، لم تغير ملامحه السنين بسبب حرص ملاكها على الحفاظ عليها بهيئتها القديمة، فجدرانها الطينية تحمل ذاكرة المكان وتفيض منها روائح الزيوت، بينما تتسلل خيوط الضوء لتضيء أعمال العصر مع غبار خفيف يتداخل معه الماضي بالحاضر كلوحة فنية، وهنا تتكون القطرة الأولى، ومن هنا يخرج المنتج النهائي إلى يد المستهلك.
قال يوسف زارع، إن عمر معصرة الأجداد يزيد عن 150 عاما وما زالت محتفظة بتصميمها القديم والأدوات التراثية القديمة، مثل الأحجار التي تدار عن طريق الأبقار وكذلك المكابس القديمة، وتتم عملية العصر من خلال مراحل، وأن المرحلة الأولى تتم داخل الأحجار التي تجرها بقرة وتوضع الغلال داخل صحن الأحجار لتبدأ البقرة في الدوران لمدة 20 دقيقة حتى تصبح ناعمة وتزود بالقليل من الماء.
تنتج 90 نوعا من الزيوت أشهرها حبة البركة والجرجير
وتابع، المرحلة الثانية هي مرحلة التصفية عن طريق "البرش" الذي توضع داخله الغلال والضغط عليه للتصفية وخروج الزيوت وتخزينها تمهيدا للبيع، حيث تنتج المعصرة أكثر من 90 نوع زيت منها زيوت الزيتون وحبة البركة والجرجير ولوز وصبار، وخلطات للعظام والشعر.
وأوضح زارع، أن البذور توضع بمقدار 30 كيلو في المرة الواحدة ويتم طحنها جيدا من خلال الحجر بعدها ترفع إلي المكبس وهو من المعدن في الوقت الحالي، وكانت قديما المعصرة مشهورة بزيت الخس والذي كان يستخدم في الطعام أيضا وهذا حتى عام 1952 تقريبا، ويوجد منفذ لبيع الزيوت في مكان المعصرة وأماكن أخرى حيث أصبحت من أشهر معاصر الزيوت في مصر.

معصرة زيوت زارع بقنا

عصر الزيوت على المكبس

تجميع طحن الغلال