يُعد ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم، من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تم تجاهلها لفترة طويلة، ويهدد هذا المرض حياة الناس في جميع أنحاء العالم، وفي كثير من الحالات، يتطور دون أي أعراض واضحة، ولذلك يُطلق عليه غالبًا اسم "القاتل الصامت"، ولا يزال هناك العديد من الأطعمة والمشروبات التي نتناولها يوميًا ترفع ضغط الدم دون أن ندرى، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
ويمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم غير المعالج في حالات أكثر خطورة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الكلى، ويعلم معظمنا أن الملح هو السبب الرئيسي لضغط الدم المرتفع، ولكن في الواقع، يحتوي الطعام المُصنع على الصوديوم الخفي، بينما تحتوي مشروباتنا المفضلة على الكافيين والمنبهات الأخرى التي تسبب هذه الحالة أيضًا، وقد تستمر هذه العادات الصغيرة لفترة طويلة دون أن ندرك مخاطرها على صحتنا، لذلك من المهم جدًا فهم العوامل الخفية المُسببة لارتفاع ضغط الدم للحفاظ على مستوياته ضمن المعدل الطبيعي والوقاية من فرط ضغط الدم.
ويمكن لإجراء تغييرات على عادات نمط الحياة واتخاذ قرارات مدروسة، أن تساعد في إبقاء ضغط الدم تحت السيطرة وحماية قلبك وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
مع أن معظم الناس يدركون أن الملح هو السبب في ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه ليس العامل الوحيد، حيث يمكن لمشروبات مثل القهوة، وهي مشروب منشط شائع، وحتى بعض أنواع مشروبات الأعشاب التي نتناولها دون تفكير، أن تؤثر على ضغط الدم بشكل مذهل.
تقليل استهلاك الصوديوم: لماذا يُعد 1000 ملج أمرًا مهمًا
تؤكد جمعية القلب الأمريكية أن تقليل استهلاك الصوديوم بمقدار 1000 ملليجرام فقط يوميًا يُمكن أن يُحسن ضغط الدم بشكل ملحوظ، حيث أن 1000 ملليجرام تُعادل تقريبًا نصف ملعقة صغيرة من الملح، أو كمية الملح "المخفية" في وجبة البرجر والبطاطس المقلية من مطاعم الوجبات السريعة.
عندما يرتفع مستوى الصوديوم في الجسم، فإنه يتسبب في احتباس الماء، مما يزيد من تدفق الدم عبر الشرايين، وهذا بدوره يُشكل ضغطًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية، وقد أثبتت التجارب السريرية بشكل قاطع أن خفضًا طفيفًا في تناول الصوديوم يؤدي إلى انخفاض كلًا من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وقد يتمكن الشخص المُعرّض لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم من السيطرة على حالته بفضل هذا التغيير البسيط.
مشروبات تعمل على تضييق الأوعية الدموية
وليس الملح هو العامل الوحيد المهم، فالمشروبات قادرة أيضًا على تغيير ضغط الدم، بطريقة لا يدركها معظم الناس، مثل مشروبات الكافيين، الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، فهى بمثابة منبه للجهاز العصبي، وبعد بضع دقائق، يُسبب تضييق الأوعية الدموية وزيادة سرعة نبضات القلب.
وبعض المستخلصات العشبية، التي تُضاف عادةً إلى مشروبات الطاقة، لها نفس التأثيرات، وفي حين أن الشخص السليم لن يتضرر من تناولها لمرة واحدة، إلا أن الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى ارتفاع دائم في ضغط الدم، بينما يجب على مرضى ارتفاع ضغط الدم أن يعلموا أن هذه الارتفاعات المفاجئة قد تكون خطيرة للغاية عليهم.
مشروبات الطاقة
تحتوى مشروبات الطاقة على نسبة عالية من الكافيين مع السكر والمنبهات الأخرى، وتشير الأبحاث المنشورة في مجلة سبرينجر نيتشر إلى أن حتى الأشخاص غير المصابين بارتفاع ضغط الدم قد يعانون من ارتفاع سريع في ضغط الدم بعد تناولها، وأظهرت الأبحاث أن تناول مشروب طاقة واحد فقط يرفع ضغط الدم الانقباضي بأكثر من 10 نقاط خلال 30 دقيقة، وهذه زيادة ملحوظة، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من ارتفاع طفيف في ضغط الدم، ولا يقتصر تأثير الاستخدام المتزامن للمنشطات على ارتفاع ضغط الدم فحسب، بل قد يكون تأثيرها على نظم القلب خطيراً للغاية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالخفقان أو عدم انتظام ضربات القلب.
فيما يلى.. نصائح بسيطة للسيطرة على ضغط الدم وتجنب ارتفاعه:
ـ انتبه لمستوى الصوديوم لديك، إن تقليله بمقدار 1000 ملج يوميًا مثلاً، أو تجنب الوجبات الخفيفة المصنعة، أو اختيار الخبز قليل الصوديوم، يمكن أن يحدث فرقاً ملحوظاً.
ـ انتبه لكمية الكافيين، حيث أن فنجان قهوة الصباح مناسب لمعظم الناس، لكن تناول عدة فناجين أو مشروبات الطاقة قد يرفع ضغط الدم.
ـ اقرأ الملصقات، فقد تعمل المستخلصات العشبية التي يتم تسويقها على أنها "معززات طبيعية" كمنشطات.
ـ استبدل وجبة خفيفة مالحة بالفاكهة، أو استبدل مشروب الطاقة بالماء، هو في الأساس طريقة لإراحة قلبك.
لا يقتصر ارتفاع ضغط الدم على الملح فقط، بل يرتبط بنظامنا الغذائي ونمط حياتنا بشكل عام، وتشير الأدلة بقوة إلى أن تقليل الصوديوم، والاعتدال في تناول الكافيين، والابتعاد عن مشروبات الطاقة، كلها عوامل تضمن الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي.