سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 18 ديسمبر 1516.. السلطان العثمانى سليم الأول فى رسالة إلى طومان باى: «أنا خليفة الله فى أرضه وإن لم تدخل تحت طاعتنا أدخل إلى مصر واقتل جميع الأتراك الجراكسة»

الخميس، 18 ديسمبر 2025 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 18 ديسمبر 1516.. السلطان العثمانى سليم الأول فى رسالة إلى طومان باى: «أنا خليفة الله فى أرضه وإن لم تدخل تحت طاعتنا أدخل إلى مصر واقتل جميع الأتراك الجراكسة» سليم الأول

عقد السلطان العثمانى سليم الأول اجتماعه فى ديوانه بدمشق يوم 2 ديسمبر عام 1516، وقرر فيه التحرك لاحتلال مصر، حسبما يؤكد الدكتور أحمد فؤاد متولى فى كتابه «الفتح العثمانى لمصر والشام»، وحقق العثمانيون الانتصار على المماليك بقياد السلطان قنصوه الغورى فى موقعة «مرج دابق» يوم 24 أغسطس 1516، وسقط الغورى صريعا، وفقا للدكتور عماد أبو غازى فى كتابه «طومان باى»، مؤكدا: «لم تصل أخبار الهزيمة وتفاصيلها إلى القاهرة فور وقوعها، وظلت الأخبار غائمة لعدة أسابيع وطومان باى يمارس سلطاته كنائب للغيبة».

سقطت الشام بلدة وراء أخرى فى أيدى العثمانيين، حتى وصل سليم الأول إلى دمشق يوم 27 سبتمبر 1516، وظل خارجها حتى احتلها يوم 8 أكتوبر 1516، وفى هذه الأثناء لم يكن أهل القاهرة يعرفون بهزيمة سلطانهم «الغورى» فى مرج دابق، وظلوا على هذا الوضع حتى وصل الجنود الهاربون فى أكتوبر 1516، ويذكر «متولى» : «تأكد أهل القاهرة من خبر الهزيمة بعد أن رأوا بأعينهم فلول المماليك، وقد عادوا فى حالة سيئة من الكسرة والهزيمة، سرت فيهم موجة من الرعب والخوف، ولم تكن هناك فسحة من الوقت للبحث والنقاش، فأسرع الأمراء فى مصر باختيار طومان باى سلطانا خلفا للغورى، فتمنع فى أول الأمر غاية فى الامتناع حتى قال له الأمراء: «ما عندنا نسلطن إلا أنت طوعا أوكرها».

هكذا تسلطن «طومان باى» فى 11 أكتوبر 1516، وحاز على لقب «الملك الصالح»، وأثناء ذلك كان «سليم الأول» يقوى قبضته فى السيطرة على بلاد الشام، وبعد السيطرة على دمشق توجهت أنظاره إلى مصر، فبدأ فى كتابة رسائله إلى طومان باى يدعوه فيها إلى الذهاب إليه، ويذكر «متولى»: «فى 10 نوفمبر 1516 وأثناء مقام سليم فى دمشق أرسل إلى طومان باى رسالة يطلب إليه أن يجئ هو ومن معه إلى عتبة السنية ليعرضوا الطاعة والولاء، ويطمئنه ومن معه على مستقبلهم، وفى أواخر الرسالة يهدد سليم، طومان باى ويحمله مسؤولية خروجه عن الطاعة، ويؤكد له أن جنوده طلاب الدين والدولة لن يفلت من قبضتهم شخص سواء كان فى مصر أو فى الحجاز أوفى اليمن.»

رفض «طومان باى» مطالب «سليم الأول»، ويؤكد «متولى»: «فى 27 نوفمبر 1516 أمر بالتحرك على رأس جيش قوامه أربعة آلاف جندى لفتح غزة، وفى الثلاثاء 2 ديسمبر عقد الديوان فى دمشق وتقرر فيه التحرك لفتح مصر، وفى يوم 15 ديسمبر ترك سليم دمشق، وكان فى القنيطرة 18 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1516، ومنها كتب رسالة إلى طومان باى شديدة اللهجة، ومما جاء فيها: «من مقامنا السعيد إلى الأمير طومان باى، أما بعد فإن الله تعالى قد أوحى إلى بأن أملك الأرض والبلاد من الشرق إلى الغرب، كما ملكها الإسكندر ذو القرنين ، إنك مملوك منباع ومشترى ولا تصلح لك ولاية، وأنا ملك ابن ملك إلى عشرين جدا، وقد توليت الملك بعهد من الخليفة ومن قضاة الشرع، وإنى أخذت المملكة بالسيف بحكم الوفاة عن السلطان الغورى، فاحمل لى خراج مصر من كل سنة كما كان يحمل لخلفاء بغداد، أنا خليفة الله فى أرضه، وأنا أولى منك بخدمة الحرمين الشريفين، وإن أردت أن تنجو من سطوة بأسنا فاضرب السكة فى مصر باسمنا، وكذلك الخطبة وتكون نائبا عنا بمصر، ولك من غزة إلى مصر ولنا من الشام إلى الفرات، وإن لم تدخل تحت طاعتنا أدخل إلى مصر وأقتل جميع من بها من الأتراك الجراكسة، حيت أشق بطون الحوامل، وأقتل الجنين فى بطنها من الأتراك الجراكسة»، وختم سليم رسالته بالآية القرآنية: «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا».

يؤكد «متولى» أن طومان باى استشاط غضبا مما جاء فى تلك الرسالة من إهانة بالغة مست كرامته وعزته، ويذكر: «أمر بقتل الرسول الذى جاء بالكتاب «الرسالة»، ولما علم سليم الأول بما آل إليه حال رسوله استمر فى تحركه قاصدا مصر، فعبر فى يوم الجمعة 19 ديسمبر «جسر يعقوب» عليه السلام الواقع فى «وادى كنعان»، وصادف بئر يوسف عليه السلام».

وفى 22 يناير 1517 يلتقى الزحف العثمانى بقياد سليم الأول، بالمماليك بقيادة طومان باى فى « الرايدنية» شمال شرق القاهرة، ويؤكد عماد أبو غازى: «دارت معركة عنيفة أبلى فيها طومان باى بلاء حسنا، واستمر يقاتل حتى انفض عسكره من حوله فانسحب متقهقرا إلى جنوب القاهرة، بعد أن كبد العثمانيين خسائر فادحة اعترف بها مؤرخوهم، وتمكن من قتل «سنان باشا» القائد والوزير العثمانى، بل أن السلطان سليم نفسه اعترف بصعوبة المعركة فى بشارة النصر التى أرسلها إلى الشام.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة