رصد متابعوا الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية ومع دخول اليوم الثاني والأخير من جولة الإعادة للمرحلة الثانية ساعاته الحاسمة، مؤشرات الرصد الميداني التي يجمعها متابعو الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية إلى تحوّل ملحوظ في سلوك الحملات الانتخابية داخل عدد من الدوائر، حيث انتقلت الأولويات تدريجيًا من توسيع نطاق الحشد إلى إدارة المخاطر الانتخابية وتقليل الخسائر المحتملة.
ورصد متابعوا الائتلاف تراجعًا نسبيًا في محاولات الحشد الكثيف المباشر، مقابل تركيز أكبر على الحفاظ على الكتل التصويتية القائمة، وضمان عدم تسرب الأصوات في اللجان المؤثرة، لا سيما في الدوائر المتقاربة التي باتت تحسم بفوارق محدودة. ويعكس هذا التحول إدراك الحملات لضيق هامش المناورة مع اقتراب موعد غلق اللجان.
كما لوحظ اتجاه عدد من الحملات إلى إعادة توزيع الحشد بدلًا من زيادته، من خلال نقل مجموعات تصويتية من لجان ذات تأثير محدود إلى لجان يُتوقع أن تشهد كثافات أعلى أو مشاركة أقل خلال الساعات الأخيرة، في محاولة لتعظيم الأثر النسبي للصوت الواحد في مرحلة الحسم.
وفي السياق ذاته، رصد المتابعون ارتفاع درجة الحذر لدى الحملات تجاه أي ممارسات قد تُعد مخالفة، مع تقليص الظهور العلني للعناصر القيادية واستبدالها بدور أكثر فاعلية للوسطاء المحليين والمنسقين العائليين، بما يقلل من فرص الاحتكاك أو التصعيد، ويحد من المخاطر القانونية المحتملة في الساعات الأخيرة.
وعلى المستوى الإجرائي، استمر انتظام عمل اللجان الانتخابية دون تسجيل معوقات مؤثرة حتى توقيت إصدار هذا البيان، مع التزام عام بالضوابط المنظمة للتصويت، وعدم رصد وقائع عنف أو اشتباكات جوهرية، رغم احتدام المنافسة في عدد من الدوائر.
ويرى الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية أن المشهد الانتخابي في هذه المرحلة يتسم بما يمكن وصفه بـ معركة الأعصاب، حيث لم تعد المنافسة قائمة على توسيع المشاركة بقدر ما أصبحت رهينة القدرة على إدارة الأصوات القائمة وضبط إيقاع الحشد حتى لحظة غلق اللجان.