قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتونى ألبانيز، إن حكومته ستتبنى إصلاحات تستهدف القضاء على التطرف، مؤكداً عزمها سنّ تشريعات جديدة تشدّد العقوبات على خطاب الكراهية، وذلك بعد الهجوم على شاطئ بوندي في سيدني، والذي أسفر عن 15 ضحية، الأحد الماضي.
وأوضح ألبانيز في تصريحات، الأربعاء، أن الإصلاحات ستشمل منح وزارة الداخلية صلاحيات جديدة لإلغاء تأشيرات الأشخاص الذين يثبت تورطهم في نشر خطاب الكراهية.
وذكرت الشرطة في أستراليا، في وقت الأربعاء، أن السلطات وجهت 59 اتهاماً لرجل يعتقد أنه فتح النار على المحتفلين بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي على شاطئ بوندي الشهير، من بينها القتل والإرهاب.
ويعد شاطئ بوندي، أشهر شواطئ سيدني، ويقع على بُعد نحوي 8.2 كيلومتر من مركز المدينة، ويستقطب مئات الآلاف من السياح الأجانب سنوياً.
وفتح مهاجمان، ويعتقد أنهما أب وابنه، النار على المحتفلين عند الشاطئ، الأحد الماضي، ما أسفر عن قتل 15 في هجوم هز البلاد، وزاد من مخاوف تصاعد معاداة السامية والتطرف العنيف.
وبدأت جنازات القتلى اليهود، الأربعاء، وسط غضب من تمكن مسلحين، أحدهما خضع لتحقيق لفترة وجيزة للاشتباه في صلاته بالمتطرفين، من الحصول على أسلحة.
وقتلت الشرطة أحدهما وهو ساجد أكرم (50 عاماً) في مكان الواقعة، بينما أفاق ابنه نافيد أكرم (24 عاماً) من غيبوبة مساء الثلاثاء، بعد أن أطلقت الشرطة النار عليه أيضاً خلال الهجوم.
كشفت السلطات الأسترالية تفاصيل جديدة عن منفذي الهجوم المسلح الذي استهدف احتفال عيد الأنوار (حانوكا) اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني، والذي أودى بحياة 15 شخصاً.
وأعلنت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز توجيه 59 اتهاماً إلى رجل، بما في ذلك 15 تهمة قتل، و40 اتهاماً بالتسبب في إصابة لمحاولة القتل، بالإضافة إلى ارتكاب جريمة إرهابية وتهم أخرى.
وقالت الشرطة في بيان: "ستدفع الشرطة في المحكمة بأن الرجل ارتكب سلوكاً تسبب في الوفاة والإصابة الخطيرة وتعريض الحياة للخطر من أجل قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع".
وأضاف البيان: "المؤشرات الأولية هي أنه هجوم إرهابي مستلهم من داعش، الذي تصنفه أستراليا منظمة إرهابية".
وذكرت وثيقة محكمة صدرت، الأربعاء، أن نافيد أكرم، الذي لا يزال في مستشفى في سيدني تحت حراسة أمنية مشددة، هو المتهم المعني. وسيمثل أمام محكمة محلية عبر دائرة تلفزيونية، صباح الاثنين المقبل.
وقالت الشرطة الأسترالية، الثلاثاء، إن المهاجمين سافرا إلى الفلبين الشهر الماضي، وإن الغرض من الرحلة قيد التحقيق، فيما أعلنت الشرطة الفلبينية، أنها تُجري تحقيقاً في الأمر.
وتنشط بالفلبين شبكات مرتبطة بتنظيم "داعش" خاصة في الجنوب، لكن نفوذها تراجع خلال السنوات الأخيرة إلى خلايا ضعيفة في جزيرة مينداناو الجنوبية.
وقالت مفوضة الشرطة الأسترالية، كريسي باريت، خلال مؤتمر صحافي: "تشير الدلائل الأولية إلى هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم داعش".
وذكرت الشرطة أن السيارة المسجلة باسم الشاب كانت تحتوي على عبوات ناسفة يدوية الصنع وعلمين محليي الصنع مرتبطين بتنظيم "داعش".
وأفادت شبكة ABC News التابعة لهيئة البث الأسترالية، الاثنين، بأن وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية ASIO، استجوبت أحد مسلحي شاطئ بوندي قبل 6 سنوات؛ بسبب صلته الوثيقة بخلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" في سيدني.
وعلمت ABC، أن المحققين من الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب JCTT، وهي وحدة تتألف من وكالات على مستوى الولاية، وعلى المستوى الفيدرالي، يعتقدون أن المسلحين بايعوا تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، الاثنين، أن نافيد أكرم قد لفت انتباه الوكالة الأسترالية للاستخبارات الداخلية لأول مرة في أكتوبر 2019، وكان قيد التحقيق لمدة 6 أشهر، ولكن كان هناك تقييم بأنه لا يشكل أي تهديد مستمر.
وتُجري الحكومة الأسترالية حالياً مراجعة لقوانين حيازة الأسلحة، التي تعتبر من بين الأشد صرامة في العالم، وذلك بعد أن صرحت الشرطة بأن ساجد أكرم كان يمتلك ستة أسلحة مرخّصة، وكان يحمل رخصة سلاح منذ عام 2015.
وقال وزير الداخلية توني بيرك، الثلاثاء، إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 في أعقاب مذبحة "بورت آرثر" تحتاج إلى إعادة نظر.