تأثير برد الشتاء على المسالك البولية.. كيف يمكن التعامل مع الأعراض المرضية؟

الخميس، 18 ديسمبر 2025 04:00 ص
تأثير برد الشتاء على المسالك البولية.. كيف يمكن التعامل مع الأعراض المرضية؟ مشكلات المثانة

كتبت مروة محمود الياس

مع انخفاض درجات الحرارة في شهور الشتاء، يبدأ كثيرون بملاحظة تغيّرات غير متوقعة في حالتهم الصحية، خصوصًا ما يتعلق بالجهاز البولي. قد يبدو الأمرغريبًا في البداية، لكن البرد لا يؤثر فقط على المفاصل أو الجهاز التنفسي، بل يمتد أثره أيضًا إلى المثانة والكليتين، مؤديًا إلى اضطرابات مزعجة قد تتراوح بين الحرقة المتكررة في البول إلى تكوّن الحصوات أو حتى التهابات مزمنة.

وفقًا لتقرير نشره موقع Astera Urology، فإن الطقس البارد يُحدث تغيرات فسيولوجية في الجسم تؤثر على نمط التبول وتوازن السوائل. فمع انخفاض الحرارة، تميل الأوعية الدموية إلى الانقباض للحفاظ على دفء الجسم، مما يقلل تدفق الدم إلى الكلى ويؤدي إلى تركيز البول أكثر من المعتاد. هذه الحالة، إلى جانب قلة شرب الماء في الشتاء، تخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا وتكوّن الحصوات.

 

التهابات المسالك البولية.. العدو الخفي للشتاء

يُعد التهاب المسالك البولية من أكثر المشكلات شيوعًا في هذا الفصل، خصوصًا لدى النساء. فقلة شرب الماء، وكثرة الملابس الثقيلة، وتأخر التبول، كلها عوامل تسهم في نمو البكتيريا داخل المثانة. تظهر الأعراض عادة في شكل حرقة أثناء التبول، وزيادة في عدد مرات الحاجة للحمام، وأحيانًا تغير في رائحة البول أو لونه.
وللوقاية من هذه العدوى، يوصي الأطباء بزيادة تناول الماء حتى في حال عدم الشعور بالعطش، والحفاظ على النظافة الشخصية، وتجنب الجلوس لفترات طويلة في أماكن باردة.

 

فرط نشاط المثانة.. عندما تصبح الحاجة للتبول مزعجة

يلاحظ كثيرون أن برودة الجو تجعلهم يزورون الحمام أكثر من المعتاد، وهو ما يُعرف بفرط نشاط المثانة. السبب في ذلك أن انخفاض الحرارة يحفّز الأعصاب التي تتحكم في المثانة، فتصبح أكثر حساسية.
وللتحكم في هذه الحالة، يُنصح بالالتزام بجدول منتظم للتبول لتدريب المثانة، وتقليل تناول الكافيين والمشروبات الغازية والكحولية التي تهيجها. كما يساعد الحفاظ على دفء الجسم، خاصة منطقة البطن، على تخفيف هذه الأعراض المزعجة.

إن تجاهل أعراض بسيطة مثل الحرقان أو التكرار الزائد للتبول قد يؤدي إلى مضاعفات أخطر في المستقبل، خاصة لدى من يعانون من أمراض مزمنة كالسُكري أو ارتفاع ضغط الدم. لذا، فإن التعامل المبكر مع أي تغيرات بولية يُعدّ الخطوة الأهم للحفاظ على صحة الكلى والمثانة طوال فصل الشتاء.

 

حصى الكلى.. خطر صامت يتفاقم مع الجفاف

قد يبدو الشتاء أبعد ما يكون عن الجفاف، لكن الواقع أن قلة التعرق والشعور المحدود بالعطش يجعلان كثيرين يهملون شرب الماء، مما يزيد احتمال ترسب الأملاح وتكوّن حصى الكلى. هذه الحصوات قد تبدأ صغيرة غير محسوسة، لكنها سرعان ما تسبب ألمًا حادًا أسفل الظهر أو في أحد الجانبين عند تحركها.
ولتجنب ذلك، يجب شرب كميات كافية من السوائل، وتناول أطعمة غنية بالماء مثل الفواكه والخضروات، وتقليل الملح والأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل السبانخ والمكسرات.

 

كيف تحافظ على صحة جهازك البولي في الشتاء؟

إدارة صحة المسالك البولية خلال هذا الفصل تتطلب توازنًا بسيطًا بين الترطيب، والنظام الغذائي، والعادات اليومية.

اشرب الماء بانتظام: لا تنتظر الإحساس بالعطش، فالجسم يحتاج إلى الترطيب المستمر لطرد السموم والبكتيريا.

ارتدِ ملابس دافئة: الحفاظ على دفء الجسم، خاصة في أسفل البطن والظهر، يقلل من تهيج المثانة.

احرص على الحركة: النشاط البدني المعتدل يحفّز الدورة الدموية ويمنع احتباس السوائل.

اهتم بالنظافة الشخصية: خصوصًا بعد استخدام الحمام، لتجنب انتقال البكتيريا المسببة للالتهابات.

راقب الأعراض بعناية: إذا لاحظت ألمًا أثناء التبول أو تغيرًا في لون البول أو وجعًا في الخاصرة، فلا تتردد في استشارة الطبيب.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة