فاز الكاتب الروائي شريف سعيد بجائزة نجيب محفوظ للرواية في مصر لعام 2025، والتي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة عن روايته "عسل السنيورة" الصادرة عن دار الشروق عام 2023، وقد تواصل تليفزيون اليوم السابع مع الكاتب والروائى الفائز للحديث عن كواليس كتابة الرواية وسبب اختياره لتلك الشخصية والفترة الزمنية.
وقال الروائي شريف سعيد إن رواية عسل السنيورة تأتي في حقبة الحملة الفرنسية على مصر وتلك اللحظة الهامة والفارقة في التاريخ المصري، لأن هذه اللحظة في تاريخ مصر ما قبلها ليس كما بعدها، ونحن منذ تلك الفترة وحتى الآن أمام الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تخص الهوية وتخص الشخصية المصرية والتكوين، بالإضافة إلى السؤال الأكبر "من نحن".
وأضاف شريف سعيد في مداخلة هاتفية مع تليفزيون اليوم السابع، أن سبب اختياري لشخصية السنيورة يرجع لأن تلك الشخصية قد لفتت انتباهي، أسمها جوليا، وكانت أسيرة تم أسرها في المنصورة، وكانت مع الجيش الفرنسي، ولم تخرج بعدها من مصر، فقمت من خلال أعين السنيوره برصد متغيرات كثيرة جدًا، وحاولت أن ألقي الضوء على أشياء غير مطروقة وغير منتبه لها أو بالأحرى مسكوت عنها في هذه الحقبة.
وتابع "شريف" إن جوليا كانت فتاة جميلة وقد أطلقوا عليها في المنصورة اسم "السنيورة" وكل ما تم تدوينه عنها في بعض كتب التاريخ سطور قليلة جدًا، وهي السطور التي ألهمتني لكتابة الرواية.
وأوضح الفائز بجائزة نجيب محفوظ لعام 2025، أنه في حالة الكتابة عن الأحداث التاريخية، هناك خطوط عريضة في رأيي الشخصي لا يمكن كسرها في الأحداث التاريخية، ما دون ذلك فأنت حر، ومن الممكن أن تجد آخرين غيري يختلفوا معي في الرأي فأنا هنا أتحدث عن رأي شخصي فقط.
وأشار "شريف سعيد" إلى أن من أكثر ما أرهقني خلال كتابة الرواية هو التفاصيل التاريخية في المراجع والكتب لأن بعضها كان باللغة الفرنسية وأنا قمت بترجمته، وبالتأكيد أن تلك التفاصيل كانت من أكثر الأشياء المجهدة في الكتابة التاريخية بوجه عام، وهذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها في تلك المساحة أي الروايات التاريخية؛ لأن روايتي الأولى "وأنا أحبك يا سليمه" كانت في حقبة محمد على ما بين ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، فأنا بطبيعتي محب للتاريخ، وتم كتابة رواية "عسل السنيورة" في ما لا يقل عن أربعة سنوات.
ولفت "شريف" إلى أنه برغم أن رواية "وأنا أحبك يا سليمة" ورواية "عسل السنيوره" روايات تاريخية إلا أن ليس هناك أي علاقة بين الروايتين أو الشخصيتين، فـ "سليمة" هي الفتاة السودانية التي تم أسرها من شدني بالسودان في حملة محمد علي على السودان، فسليمة قادمة من الجنوب أما جوليا فتاة جاءت من باريس، وما يجمع بين الروايتين فقط أن الروايتين الشخصية الأساسية فيهما نساء، ومن المقرر أن أشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة برواية جديدة وستكون شخصيتها الأساسية نسائية أيضًا.