شبح الوباء يلوح فى أوروبا.. K سلالة إنفلونزا جديدة تنتشر بسرعة.. إغلاق فصول فى إسبانيا وتوجيهات العمل عن بعد فى فرنسا.. وتوصيات بارتداء الكمامات وأهمية التطعيم.. وحكومات تتحرك بحذر خوفا من تكرار كابوس الجائحة

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 04:00 ص
شبح الوباء يلوح فى أوروبا.. K سلالة إنفلونزا جديدة تنتشر بسرعة.. إغلاق فصول فى إسبانيا وتوجيهات العمل عن بعد فى فرنسا.. وتوصيات بارتداء الكمامات وأهمية التطعيم.. وحكومات تتحرك بحذر خوفا من تكرار كابوس الجائحة انفلونزا

فاطمة شوقى

فى نهاية خريف 2025 ودخول فصل الشتاء، يشهد منطقة أوروبا ارتفاعًا غير معتاد فى نشاط الإنفلونزا الموسمية، مدفوعًا بسلالة متحورة من فيروس الإنفلونزا A (خصوصًا H3N2 K) التى لوحظ أنها تنتشر بشكل أسرع وأبكر من المعتاد مقارنةً بالأعوام السابقة.

 

أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية أن الموسم الإنفلونزا بدأ فى بعض الدول قبل 3–4 أسابيع من الموعد التقليدى، ما أثار قلق السلطات الصحية من موجة قوية من الحالات خصوصًا فى ظل استمرار تواجد فيروسات أخرى مثل فيروس كورونا.

 

انتشار المرض وتأثيره على الحياة العامة

وسجلت السلطات الصحية فى أوروبا زيادة فى اختبارات الإنفلونزا الإيجابية فى الشتاء الحالى، مما يشير إلى نشاط متزايد للفيروس فى مراكز الرعاية الصحية، فى بعض الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأيرلندا الشمالية، بدأ المرض يتسبب فى ضغوط ملموسة على الخدمات الصحية وزيادة حالات دخول المستشفيات بين كبار السن والأطفال والمرضى الحساسين، مع ارتفاع أعداد المرضى الذين يحتاجون علاجًا فى أقسام الطوارئ.
إجراءات الدول الأوروبية..اغلاق الفصول


وتشير التقارير أيضًا إلى إصابات عالية بين الطلبة والعاملين فى المدارس، حيث تم تسجيل غيابات جماعية دفعت بعض المدارس إلى إغلاق مؤقت لبعض الفصول أو بالكامل حتى يتم تنظيف المبانى والتقليل من انتقال العدوى بين الطلاب. على سبيل المثال، مدرسة فى ويلز (Caerphilly) أغلقت مؤقتًا بعد إصابة أكثر من 250 شخصًا من طلاب وطاقم التدريس. 


مع الارتفاع السريع فى إصابات إنفلونزا A – سلالة K داخل أوروبا، بدأت عدة دول أوروبية اتخاذ إجراءات احترازية داخل المدارس، شملت إغلاق فصول دراسية مؤقتًا أو التوصية بالتحول الجزئى إلى التعليم عن بُعد، فى محاولة للحد من انتشار العدوى بين الأطفال والمجتمع.

 

فى إسبانيا، أعلنت سلطات تعليمية محلية فى عدد من الأقاليم إغلاق فصول أو مدارس بشكل مؤقت عند تسجيل نسب غياب مرتفعة بين التلاميذ والمعلمين، مع السماح بالتعليم الإلكترونى كبديل مؤقت، وفى فرنسا، أوصت وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التعليم بإغلاق الفصول التى تشهد بؤر عدوى نشطة، خاصة فى المراحل الابتدائية ودور الحضانة.

 

أما فى المملكة المتحدة، فقد أصدرت إدارات تعليمية محلية توجيهات تسمح للمدارس باتخاذ قرار الإغلاق الجزئى أو تقليص الحضور عند تفشى العدوى، وسط تحذيرات من ضغط متزايد على المستشفيات بسبب إصابات الأطفال. وفى إيطاليا والبرتغال، جرى تشجيع إدارات المدارس على المرونة، مع إعطاء الأولوية لصحة التلاميذ والمعلمين.


وتؤكد السلطات الأوروبية أن هذه الإجراءات احترازية ومؤقتة، ولا تعنى العودة إلى الإغلاقات الشاملة، لكنها تهدف إلى كبح انتشار الإنفلونزا قبل ذروة عطلات عيد الميلاد، ومنع تحول المدارس إلى بؤر عدوى واسعة النطاق.

 

العمل عن بعد ومن المنزل

وشجعت بعض الحكومات وكالات الصحة العامة بشكل غير رسمى العمال على العمل عن بُعد عند الإمكان، خاصة فى القطاعات التى يمكن أن تستمر بعيدًا عن المكاتب، وذلك بهدف التقليل من التجمعات فى المواصلات والأماكن المغلقة – وهى توصيات نابعة من قواعد الصحة العامة للتخفيف من انتقال العدوى، لكنها لم تكن عبر أوامر ملزمة شاملة كما فى فترات كوفيد. 


فى إسبانيا، دعت السلطات الصحية والإدارية الشركات والهيئات العامة إلى تفعيل أنظمة العمل المرن، خاصة فى المكاتب المكتظة، مع تشجيع الموظفين المصابين أو المخالطين على العمل عن بُعد متى أمكن. وفى فرنسا، أوصت وزارة الصحة أرباب العمل بتسهيل العمل من المنزل للحد من الغياب الجماعى وتفشى العدوى فى أماكن العمل، لا سيما فى القطاعات الإدارية والخدمية.


أما فى المملكة المتحدة، ورغم عدم صدور قرارات حكومية رسمية، فقد لجأت مؤسسات عامة وشركات خاصة إلى إعادة تفعيل العمل الهجين، وسط تحذيرات من نظام الصحة الوطنى من ضغط غير مسبوق على المستشفيات. وفى إيطاليا وألمانيا، جرى تشجيع العمل عن بُعد للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، دون فرض إجراءات إلزامية.

 

الكمامات وتوجيهات الوقاية

على الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبى لم تنفذ إعلانًا عامًّا لإعادة فرض الكمامات الإلزامية مثل ما حدث خلال جائحة كورونا، إلا أن الهيئات الصحية الوطنية وحكومات بعض الدول دعمت ارتداء الكمامات فى الأماكن المزدحمة أو عالية الخطورة، مثل المستشفيات ووسائل النقل العام، خاصة للفئات الحساسة (كبار السن والأشخاص ذوى المناعة الضعيفة). توجد توقعات بعودة سياسات الكمامات الإجبارية فى مناطق محددة ذات انتشار مرتفع إذا استمر الضغط على النظام الصحي. 

 

الوضع فى المستشفيات

تواجه المستشفيات الأوروبية زيادة فى الزيارات والإدخالات المرتبطة بالإنفلونزا، خاصة فى وحدات الطوارئ. فى بعض المستشفيات البريطانية، أعلنت إداراتها حالة طوارئ غير رسمية نظرًا لارتفاع عدد المرضى، مما أثار مخاوف بشأن قدرة الخدمات الصحية على التعامل مع الموجة الحالية فى حال تفاقمها أكثر خلال الذروة المتوقعة فى ديسمبر ويناير. 

 

تطعيمات وسبل الحد من التأثير

تأكيدًا على أهمية التطعيم، دعت منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمى لأوروبا وقادة الصحة فى الاتحاد الأوروبى إلى تسريع وتوسيع حملات التطعيم ضد الإنفلونزا قبل ذروة الموسم، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للخطر (كبار السن، النساء الحوامل، المرضى المزمنين). تعمل اللقاحات السنوية على تقليل شدة المرض وتقليل دخول المستشفيات والوفيات، حتى عند تطور الفيروسات بشكل طفيف. 


الوضع فى أوروبا حاليًا يعكس موسم إنفلونزا مبكر ونشط بدلًا من جائحة مستقلة جديدة. الإجراءات الحكومية تتراوح بين التشجيع على التطعيم وارتداء الكمامات فى مواقع معينة، وأحيانًا إغلاق مؤقت للمدارس أو الفصول عند الضرورة، مع تشجيع مباشر للعمل عن بعد عند الإمكان وتقوية قدرات المستشفيات لمواجهة ارتفاع الطلب على الرعاية الصحية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة