تزداد فى الشتاء.. كيف تنتقل عدوى أنفلونزا المعدة

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 01:00 ص
تزداد فى الشتاء.. كيف تنتقل عدوى أنفلونزا المعدة انفلونزا المعدة

كتبت مروة محمود الياس

رغم أن كلمة "أنفلونزا" تُذكّرنا غالبًا بالرشح والسعال وارتفاع الحرارة الناتج عن فيروس يصيب الجهاز التنفسي، إلا أن هناك مرضًا آخر يحمل الاسم نفسه لكنه لا علاقة له بالرئتين أو الأنف، هو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، الذي يُعرف شعبيًا بـ"أنفلونزا المعدة"، ويُعد من أكثر أنواع العدوى الفيروسية انتشارًا حول العالم، خصوصًا في فصلي الشتاء والربيع.

وفقًا لتقرير نشره موقع المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) التابع للمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية، فإن هذا الالتهاب لا تسببه فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الجهاز التنفسي، بل فيروسات مختلفة تستهدف الأمعاء والمعدة وتُحدث اضطرابات هضمية حادة، من أبرزها الإسهال والقيء والمغص والجفاف.

 

ما الذي يحدث داخل الجسم عند الإصابة؟

عندما يغزو الفيروس بطانة الأمعاء، تتأثر قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص السوائل والعناصر الغذائية. ينتج عن ذلك إسهال مائي متكرر، وآلام في البطن، وغثيان، وارتفاع بسيط في الحرارة. وفي حالات الجفاف المتقدمة، قد يظهر على المريض عطش شديد، وجفاف في الفم، وهبوط في الطاقة، وتغير لون البول إلى الغامق، وهي علامات تستدعي التدخل الطبي السريع.

 

فيروسات مسئولة عن العدوى

يُعتبر فيروس نوروفيروس الأكثر شيوعًا في التسبب بالتهاب المعدة الفيروسي لدى البالغين، حيث ينتشر بسهولة في أماكن التجمعات مثل المدارس والمطاعم والسفن السياحية. تبدأ الأعراض عادة خلال 12 إلى 48 ساعة من التعرض للعدوى، وتستمر ما بين يوم وثلاثة أيام.

أما عند الأطفال، فيُعد فيروس الروتا السبب الرئيسي للمرض، وهو قابل للوقاية من خلال التطعيم، وهناك أيضًا أنواع أخرى مثل الفيروس الغدي والأستروفيروس، وكلها قادرة على إصابة الجهاز الهضمي وإحداث أعراض متفاوتة الشدة. ورغم أن هذه الفيروسات تنشط في جميع الفصول، إلا أن معدلات الإصابة ترتفع في الشتاء بسبب ضعف المناعة وزيادة البقاء في الأماكن المغلقة.

 

رغم أن التهاب المعدة الفيروسي لا يُعتبر خطيرًا، إلا أنه قد يتحول إلى حالة مهددة للحياة في حال إهمال الجفاف أو سوء التغذية خلال فترة المرض، لذا يُنصح بمراقبة الأعراض وعدم تجاهلها خصوصًا لدى الفئات الأكثر هشاشة.

 

العدوى وكيفية انتشارها

ينتقل الفيروس بسهولة شديدة عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة أو تناول أطعمة ومشروبات أُعدّت دون الالتزام بالنظافة، كما يمكن أن تنتقل العدوى عبر المصافحة أو استخدام أدوات شخص مصاب، لأن الفيروسات تظل حية على الأسطح لعدة أيام. ويكفي وجود كمية مجهرية من بقايا البراز أو القيء لنقل العدوى، ما يجعل غسل اليدين خطوة حاسمة في الوقاية.

كما يمكن أن تتلوث المياه الجوفية أو مياه الشرب إذا اختلطت بمخلفات بشرية تحتوي على الفيروس، مما يسهّل انتشار المرض في المناطق التي تفتقر إلى نظم صرف صحي سليمة.

 

هل للأنفلونزا الحقيقية علاقة بالأمر؟

رغم الاسم الشائع "أنفلونزا المعدة"، فإن فيروسات الأنفلونزا لا تسبب هذا النوع من الالتهاب. فبينما تصيب فيروسات الأنفلونزا الجهاز التنفسي مسببة السعال والحمى وآلام العضلات، فإن الفيروسات المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء تستهدف الجهاز الهضمي. لذلك فإن الخلط بين الحالتين يؤدي أحيانًا إلى تأخر العلاج المناسب.

 

خطورة الجفاف ومتى يجب مراجعة الطبيب

الخطر الأكبر في هذه العدوى هو فقدان السوائل والأملاح نتيجة الإسهال والقيء المستمر. يحتاج الأطفال وكبار السن والحوامل إلى عناية خاصة، لأن الجفاف لديهم قد يتطور بسرعة. من العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا:

ـ تكرار القيء لأكثر من يومين.

ـ براز يحتوي على دم أو لون أسود.

ـ ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر.

ـ ضعف عام أو دوار متكرر.


قد يُنصح في الحالات البسيطة بتناول محاليل الإماهة الفموية لتعويض السوائل، أما في الحالات الشديدة فقد يتطلب الأمر العلاج بالمحاليل الوريدية داخل المستشفى.

 

كيف يمكن الوقاية من "أنفلونزا المعدة"؟

تتمثل الوقاية في خطوات بسيطة لكنها فعالة:

ـ غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.

ـ تجنب مشاركة أدوات الطعام والمناشف مع الآخرين.

ـ التأكد من نظافة المياه والطعام، خاصة في السفر أو التجمعات.

ـ الالتزام بتطعيمات الأطفال ضد فيروس الروتا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة