قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر يضيف اليوم إنجازا جديدا إلى سجل عطائه الممتد الذي لا يتوقف في عهد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث يحتفي بحصول مجموعة من معاهده وكلياته على اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وهو إنجاز يعكس إرادة واعية للنهوض بالتعليم الأزهري نهوضا يوافق المستقبل ويلبي متطلباته، ويعمل على تقدم الوطن وتحقيق أهدافه.
وكيل الأزهر: المؤسسات التعليمية الأزهرية تعيش نهضة حقيقية وتسعى جاهدة لتواكب شتى التطورات والمستجدات العلمية
وأضاف خلال كلمته في الملتقى الرابع لضمان جودة التعليم الأزهري، أن الحصول على الاعتماد والجودة يمثل نقطة تحول فاعلة في مسيرة هذه المعاهد والكليات الأزهرية؛ فهي شهادة مبنية على معايير محكمة، تؤكد أن المنهج والأداء التعليمي والمناخ التربوي وغيرها من عناصر العملية التعليمية تسير في طريقها الصحيح نحو التقدم والريادة، والعمل على إعداد جيل قادر على الفهم والإبداع والإسهام في بناء مجتمعه.
وأوضح وكيل الأزهر، أن المؤسسات التعليمية الأزهرية سواء في التعليم الجامعي أو التعليم قبل الجامعي تعيش نهضة حقيقية، وتسعى جاهدة لتواكب شتى التطورات والمستجدات العلمية في المجالات كافة، ولتستجيب لمتغيرات الواقع المتسارع، الذي لم يعد فيه مكان للمؤسسات النمطية والكيانات المتكاسلة؛ وذلك تنفيذا للتوجيهات المستمرة من فضيلة الإمام الأكبر بأهمية تحقيق الجودة، ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ لتكون المؤسسات التعليمية الأزهرية قادرة على مواكبة هذا التقدم، والتفاعل مع ما يحمله من تحديات، وعدم التواني في تقديم أفضل خدمة تعليمية لطلابها وأبنائها بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.
وكيل الأزهر: أهم ثمرات الجودة تتمثل في صناعة جيل أزهري واع متزن منفتح على العلوم الحديثة
وتابع وكيل الأزهر أن الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد نفذت ثلاثمئة وسبعا وأربعين زيارة ميدانية للمعاهد الأزهرية أسفرت عن اعتماد ثلاثمئة وواحد وأربعين معهدا، واعتماد مشروط لثلاثة معاهد، ومنح مهلة لثلاثة معاهد أخر، كما نفذت الهيئة إحدى وستين زيارة لكليات جامعة الأزهر أسفرت عن اعتماد ثمانية وخمسين كلية، إضافة إلى تجديد اعتماد بعض الكليات للمرة الثانية والمرة الثالثة، ما يؤكد حرص هذه الكليات على الحفاظ على مكانتها وتصنيفها، واستدامة الجودة والكفاءة فيها.
وأردف الدكتور الضويني أن تكريم المؤسسات التعليمية الأزهرية الحاصلة على اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد اليوم يعد خير شاهد على حركة تطوير حقيقية يشهدها التعليم الأزهري في هذه المرحلة، ودليلا قاطعا على أن العمل المنظم القائم على المعرفة والعلم والتقويم الدقيق هو الطريق الأمثل لرفعة هذا الصرح العريق، وتعزيز رسالته في بناء الإنسان، وصناعة جيل واع قادر على المشاركة الفاعلة في نهضة وطننا الحبيب.
وبين وكيل الأزهر أن ما تبذله المؤسسات الأزهرية في سبيل تطبيق معايير الجودة، وتحسين بيئة التعليم والتعلم، والارتقاء بمستوى الأداء الإداري والأكاديمي، هي جهود مخلصة تثمر اليوم اعتمادا مستحقا، وتؤكد أن مستقبل التعليم في الأزهر يسير على خطى ثابتة توازن بين الأصالة والمعاصرة، وتستثمر في الخبرات، وتفتح أبوابا جديدة للإبداع والتميز، مؤكدا أن الأزهر مستمر في طريق التطوير والتجديد والتميز، وكلنا أمل وتفاؤل في أن تتحقق الرؤية، وتصل مؤسسات الأزهر التعليمية إلى الريادة محليا وإقليميا.
وأوضح فضيلته أن جهود الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد تأتي شاهدة على مرحلة جديدة من تطور المنظومة التعليمية في مصر، لا سيما قطاع التعليم الأزهري الذي يعد أحد أهم روافد الهوية العلمية والفكرية للمجتمع، مبينا أن التعاون المثمر بين الأزهر والهيئة يمثل أنموذجا وطنيا في الشراكة الفاعلة التي تعلي من قيمة التعليم، وتفتح آفاقا أوسع أمام المعلمين والطلاب، ليكونوا أكثر قدرة على المنافسة والإبداع والمشاركة في صناعة مستقبل يليق بمصر ورسالتها الحضارية.
وبين وكيل الأزهر أن الهيئة قامت بدور محوري في دعم المؤسسات التعليمية الأزهرية، وتمكينها من بناء نظم راسخة للجودة تواكب متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل، كما أسهمت في تدريب الكوادر الأزهرية وتأهيلها لتطبيق معايير الجودة الحديثة، عبر برامج تدريب متقدمة تسهم في بناء بيئة تعليمية قادرة على المنافسة والإبداع، وتضمن انتقال المؤسسات الأزهرية من مستوى الالتزام بالمعايير إلى مستوى الريادة في تطبيقها.
وأكد فضيلته أن لاعتماد الجودة أثر مهم في تطوير نظم الجودة في قطاع المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، ومن ثم تعزيز الثقة المجتمعية في التعليم الأزهري، وإظهاره كمؤسسة قادرة على مواكبة التطور المعرفي والعلمي، مع احتفاظه بهويته الراسخة وقيمه الوسطية التي تميزه عن سواه، كما أدى هذا الاعتماد إلى تفعيل مؤشرات الأداء في جميع العناصر التربوية، من برامج حديثة للتدريب، وتحسين بيئة التعلم، وتطوير البنية التحتية والتقنية، مما زاد في قدرة المعاهد والكليات على تقديم نماذج واقعية للتعلم الفعال.
وتابع وكيل الأزهر، أن أهم ثمرات الجودة تتمثل في صناعة جيل أزهري واع، متزن، متمكن من علومه الشرعية منفتح على العلوم الحديثة، قادر على التفاعل الإيجابي مع متغيرات العصر المتسارعة وأدواته وقضاياه المستجدة، جيل يجسد رسالة الأزهر في خدمة الدين والوطن والإنسانية.
وأكد الدكتور الضويني أن تكريم المؤسسات التعليمية الأزهرية المعتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد يبعث رسالة واضحة مفادها أن التعليم الأزهري يمتلك من الطاقات والخبرات ما يمكنه من مواصلة مسيرة التطوير، وتقديم أنموذج رائد في الجودة والاعتماد داخل مصر وخارجها.
كما أكد أن اعتماد المعاهد والكليات الأزهرية هذا العام كان نتيجة تعب وجهد متواصل بذله الأساتذة والمعلمون والإداريون والعاملون، جهد صادق لم يأت من فراغ، بل من إيمان عميق برسالة الأزهر، والتزام واع بمعايير الاعتماد، وسعي دائم إلى التطوير والرقي بعمل منظم، وتخطيط واع لمواجهة التحديات.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن هذا اليوم هو يوم تصحيح الفكر، الذي يقدم فيه الأزهر الشريف أدلة جديدة على أن خدمة الأوطان إنما تكون بالعطاء والعمل، لا بالكلام ولا بالشعارات، وهذا هو منهج الأزهر، الذي يعلي من أهمية توافر معايير الجودة في كل قطاعاته، إيمانا منه بأن الوطن يستحق ذلك لاستكمال مسيرته نحو التقدم والازدهار، كما أن استمرار هذه المسيرة يتطلب مضاعفة الجهود، وتعزيز ثقافة التقويم الذاتي، وتبني مزيد من الممارسات الرصينة التي تسهم في تحسين البيئة التربوية، وتدريب الكوادر، واعتماد أساليب مبتكرة تعزز فاعلية التعليم والتعلم.