تكشف عينة وحيدة يرجح أنها كتبت بخط يد الملكة كليوباترا، ابنة بطليموس الثاني عشر، وخليفته على عرش مصر في 51 قبل الميلاد، والتي عُثر عليها على ورق بردية قديم، عن كلمة يونانية واحدة، "ginesthoi" باليونانيةγ ίνεσθοι، والتي تعني "اجعلها تحدث" أو "فليكن"،وفقا لما نشره موقع " greekreporter".
مرسوم ملكى
هذه الوثيقة الاستثنائية عبارة عن مرسوم ملكي يعود تاريخه إلى عام 33 قبل الميلاد، يمنح إعفاءً ضريبيًا لبوبليوس كانيديوس، وهو ضابط روماني كان على صلة وثيقة بمارك أنطوني .
وبحسب البردية، سُمح لكانيديوس بتصدير عشرة آلاف كيس من القمح واستيراد خمسة آلاف جرة من المشروبات الروحية سنويًا دون ضرائب.
إلا أن ما أثار الدهشة حقًا هو عبارة يونانية في نهاية المرسوم، يمكن ترجمتها إلى "نفّذوا الأمر" أو بحسب ما يجرى حاليا من تطور لمعناى الكلمات قد يعنى ذلك "لا مانع ويتم التنفيذ"، ويُعتقد أنها بخط يد كليوباترا، مما يُشير إلى تورطها المباشر.
جدير بالذكر أن هذه الوثيقة وُقعت قبل عامين من معركة أكتيوم في عام 31 قبل الميلاد، في تلك المعركة البارزة، واجه مارك أنطوني وكليوباترا الهزيمة أمام الإمبراطور الروماني أوكتافيان أغسطس.
مذكرة داخلية مكتوبة بخط اليد من كليوباترا
صرح أستاذ التاريخ القديم الهولندي بيتر فان مينين بأن "هذه الوثيقة كان من المفترض أن تكون مذكرة داخلية من كليوباترا إلى مسؤول رفيع المستوى" ووفقًا له، فقد حملت خط يد مميزًا لكاتب البلاط.
علاوة على ذلك، أكد فان مينين على الطابع الشخصي للرسالة، مشيرًا إلى أنها لم تتضمن مقدمة رسمية من الملكة نفسها. وتتميز المخطوطة بإيجازها، إذ تتألف من نص المرسوم، وموافقة كليوباترا المكتوبة بخط يدها، وتاريخ استلامها في الإسكندرية بمصر.
اتفق الخبراء على أن كليوباترا كانت السلطة الوحيدة المخولة بتصديق مثل هذه المراسيم نظراً لطبيعة البردية، وكان من المؤكد أن كبار المسؤولين سيتعرفون على خط يدها أثناء نسخهم ونشرهم للوثائق.
المومياوات القديمة كمصدر للوثائق القديمة
حتى يومنا هذا، لا يزال هذا النص الوحيد الذي يُحتمل أن يحمل خط يد كليوباترا، ويمكن عزو بقاء هذه الوثيقة، من نواحٍ عديدة، فمصر ، بمناخها الجاف، تُتيح لعدد كبير من المخطوطات القديمة الصمود أمام اختبار الزمن.
يُلقي هذا المرسوم تحديداً الضوء على دور كليوباترا كحاكمة منخرطة بعمق في إدارة شؤون مملكتها اليومية، وهو مجرد واحد من بين آلاف النصوص التي يُرجح أنها أملتها وربما وقّعتها شخصياً خلال فترة حكمها لمصر.
اليوم، وجدت هذه البردية التي تحتوي على خط يد كليوباترا مكانها في المتحف المصري بالتحرير ومجموعة البرديات في برلين.

خط يد الملكة كليوباترا