تُعد بورتريهات الفيوم مجموعة فريدة من اللوحات الجنائزية التي ظهرت في مصر في بداية القرن الأول الميلادي حيث مثّلت هذه الصور تطورًا في التقاليد الجنائزية المصرية القديمة، حيث حلت محل القناع الجنائزي الذي كان يغطي الرأس والصدر، وكانت توضع على لفائف المومياء فوق وجه المتوفى مباشرة لمساعدة الروح على التعرف على صاحبها في الحياة الآخرة.
على الرغم من العثور على صور مومياء في مواقع أثرية متعددة تمتد من سقارة شمالاً إلى أسوان جنوباً، إلا أن العلماء أطلقوا عليها اسم "بورتريهات الفيوم". ويعود هذا التسمية إلى أن أول وأكبر عدد معروف من هذه الصور تم اكتشافه في منطقة الفيوم.
تتميز البورتريهات بأسلوب واقعي في الرسم، وغالبًا ما تعكس الحزن والواقعية في ملامح الوجه. يتم تمثيل الوجوه إما أماميًا أو متجهة قليلاً إلى اليسار، وهو ما يختلف عن التمثيل المصري القديم التقليدي الذي كان يظهر الوجه دائمًا في صورة جانبية على جدران المعابد والمقابر.
نُفذت اللوحات في الغالب على ألواح من خشب الجميز، الأرز، الصنوبر، أو الأكاسيا. معظم الألواح مستطيلة الشكل، بمتوسط ارتفاع 40 سم وعرض 20 سم تقريباً وتعتبر تقنية "الإنكوستيك" هي التقنية الأكثر شيوعًا، وتعتمد على استخدام شمع العسل المخلوط بالأصباغ وطلاء التمبرا حيث يتم خلط صفار البيض مع الأصباغ وتم رسم عدد قليل جدًا من اللوحات على الكتان باستخدام نفس التقنيات.

بورتريهات الفيوم