أسباب مرضيّة تدفعك إلى عدم إهمال وجع السرة.. ومتى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

قد يبدو ألم السرة عرضًا بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه في الواقع قد يخفي خلفه مشكلات صحية تتراوح بين اضطرابات هضمية شائعة وأمراض خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا. تجاهل هذا الألم أو محاولة تسكينه مؤقتًا دون فحص قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو تأخر تشخيص سببها الحقيقي.

وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde المتخصص في الطب والصحة العامة، فإن وجع السرة ليس مجرد انزعاج موضعي، بل يمكن أن يكون علامة على خلل في الجهاز الهضمي أو العضلي أو حتى في الأوعية الدموية التي تغذي الأمعاء. وتختلف طبيعة الألم باختلاف السبب، فقد يكون حادًا متقطعًا أو خفيفًا متواصلاً، كما قد يمتد إلى أجزاء أخرى من البطن أو الظهر.

فتق السرة.. حين تخرج الأنسجة عن موضعها

من أكثر الأسباب شيوعًا لألم السرة الفتق السري، وهو بروز جزء من الأمعاء أو الدهون من خلال جدار البطن نتيجة ضعف عضلي أو زيادة الضغط الداخلي. يظهر غالبًا في شكل انتفاخ صغير مؤلم يزداد حجمه عند السعال أو الإجهاد. في هذه الحالة، يتطلب التشخيص فحصًا سريريًا دقيقًا، وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا كان الفتق كبيرًا أو مسببًا للألم المستمر.

الإمساك والغازات.. أبسط الأسباب وأكثرها شيوعًا

تراكم الغازات أو البراز في الأمعاء قد يسبب ضغطًا على الأعصاب المحيطة بمنطقة السرة، ما يؤدي إلى شعور بعدم الارتياح أو الألم. هنا يكون الحل في تعديل النظام الغذائي، وزيادة تناول الألياف وشرب الماء بكميات كافية. أحيانًا يصف الطبيب ملينات خفيفة أو مكملات تساعد على تحسين حركة الأمعاء.

الحمل.. تغيّرات فسيولوجية طبيعية

خلال الحمل، يزداد تمدد جدار البطن بفعل نمو الجنين، ما يؤدي إلى شدّ الأربطة والأعصاب حول السرة. هذا الألم عادةً مؤقت ولا يشير إلى مشكلة خطيرة، لكنه قد يصبح مزعجًا في المراحل الأخيرة. يُنصح الحوامل بارتداء ملابس فضفاضة، وتجنب الوقوف الطويل، والمتابعة الطبية المنتظمة لاكتشاف أي تغيّر غير طبيعي.

التهابات المعدة والأمعاء

عند الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، قد يشعر المريض بألم حول السرة يصاحبه غثيان أو إسهال أو ارتفاع بسيط في الحرارة. السبب هنا هو تهيّج بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة. يعتمد العلاج على الراحة وشرب السوائل بكثرة لتعويض الفقد، بالإضافة إلى الالتزام بحمية خفيفة خالية من الدهون. إذا استمر الألم أكثر من أسبوع أو ترافقت معه حرارة مرتفعة، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

التهاب الزائدة الدودية.. خطر يستدعي الطوارئ

من العلامات التي لا يجب إهمالها أبدًا الألم الذي يبدأ قرب السرة ثم ينتقل إلى أسفل البطن الأيمن، وغالبًا ما يرافقه فقدان للشهية وغثيان. هذه الأعراض تنذر بالتهاب الزائدة الدودية، وهي حالة طارئة تتطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا لتجنب تمزق الزائدة وحدوث مضاعفات داخلية خطيرة.

التهابات المرارة أو البنكرياس

في بعض الأحيان، يكون وجع السرة نتيجة ألمٍ منقول من أعضاء مجاورة مثل المرارة أو البنكرياس. التهاب المرارة عادةً يترافق بألم بعد تناول الطعام الدسم، بينما يسبب التهاب البنكرياس ألمًا شديدًا يمتد إلى الظهر. كلا الحالتين تحتاجان تقييمًا عاجلًا وتحاليل خاصة وربما مكوثًا في المستشفى.

متلازمة القولون العصبي

هذا الاضطراب المزمن يجعل الأمعاء شديدة الحساسية لأي توتر أو نوعية طعام معينة، ما يؤدي إلى ألم متكرر حول السرة وانتفاخ أو تغيّر في حركة الأمعاء. العلاج يعتمد على مزيج من تعديل النظام الغذائي، واستخدام أدوية مهدئة للتشنجات، وتخفيف التوتر النفسي.

شد عضلي أو إجهاد بدني

قد يكون السبب بسيطًا مثل إجهاد عضلات البطن أثناء التمارين أو رفع الأثقال. هنا يكون الألم موضعيًا ويزداد بالحركة، ويختفي خلال أيام مع الراحة واستخدام كمادات باردة أو مسكنات بسيطة.

متى يصبح الألم مقلقًا؟

ينصح الأطباء بعدم تجاهل أي ألم في السرة يستمر لأكثر من يومين، أو يصاحبه ارتفاع في الحرارة، أو انتفاخ واضح، أو غثيان مستمر. التشخيص المبكر في هذه الحالات يُعدّ مفتاح الوقاية من مضاعفات خطيرة مثل انسداد الأمعاء أو الالتهابات الداخلية.