بدايات محفوظ فى الفن السابع.. صلاح أبو سيف تولى تعليمه كتابة السيناريو

الخميس، 11 ديسمبر 2025 11:00 م
بدايات محفوظ فى الفن السابع.. صلاح أبو سيف تولى تعليمه كتابة السيناريو فيلم بين السما والأرض

كتب خالد إبراهيم

لا يختلف عالم نجيب محفوظ السينمائى فى روعته، عن عالمه الروائى، فحينما نلمح فيلما أو مسلسلا أو أى عمل فنى تدور أحداثه فى حارة مصرية، ونرى صراعات الفتوات، يتشكّل لدينا يقينا، بأن هذا العمل، مأخوذ من رواية من روايات نجيب محفوظ، أو من إحدى قصصه القصيرة، ومع ذلك، فإن نجيب محفوظ «السينمائى» له هو الآخر نكهة خاصة، وطابع مُحدد، حيث تعلّم كتابة السيناريو على يد أحد أهم «أسطاوات» السينما المصرية، وهو المخرج الكبير الراحل صلاح أبو سيف، الذى كان شديد الإعجاب بروايات نجيب محفوظ الأولى، الأمر الذى دفعه للتواصل مع محفوظ، ليعرض عليه كتابة السيناريو، لما وجده من أسلوب سينمائى بصرى مميز فى روايته.

بدايات نجيب محفوظ السينمائية

بدايات نجيب محفوظ السينمائية، كانت مميزة، حيث ولد الكاتب الكبير فى عالم السينما كبيرا، بعد المعاناة التى وجدها فى بداية مشواره الأدبى، حيث ظل محفوظ، اسما غير معروف فى عالم الرواية المصرية، حيث ذاع صيته بعد العديد من الروايات التى نُشرت له، أما فى السينما، فكانت البدايات مختلفة.

يذكر نجيب محفوظ، فى أحد لقاءاته التليفزيونية، أنه فوجئ بالمخرج صلاح أبو سيف يتواصل معه، يعرض عليه كتابة السيناريو، حيث يقول محفوظ: الأستاذ صلاح أبو سيف فى عام 1946، تواصل معى من خلال صديق، وقال لى إنه قرأ لى رواية «عبث الأقدار»، واستشف منها أننى لدى الاستعداد لكتابة السيناريو.. وقتها كانت المرة الأولى التى أسمع فيها كلمة سيناريو فى حياتى، قبلت التجربة حبا للاستطلاع.. وحبا فى ثمنها.. وتعلمت السيناريو عملى من صلاح أبو سيف، كيف يبدأ وكيف ينتهى، وحينما أنتهى من إحدى الخطوات، أظن أن دورى انتهى، فيفاجئنى أبو سيف، أن دورى لم يبدأ بعد، فنستأنف العمل والكتابة، حتى انتهينا تماما من السيناريو.

هذه الرواية يؤكدها النجم الكبير فريد شوفى فى لقاء تليفزيونى أيضا، حيث ذكر أنه كان ينتج أحد الأعمال السينمائية، قائلا: «كنا نجتمع فى كازينو بديعة مساءً، فالتقيت نجيب محفوظ وكان برفقتنا كل من السيد بدير والمخرج عاطف سالم، واتفقت مع محفوظ، ووقعنا عقدا بـ100 جنيه، 25 جنيها عند التوقيع، وظل نجيب محفوظ يكتب السيناريو لمدة 6 شهور، كنا نلتقى خلالها 3 مرات أسبوعيا، وفى آخر جلسة وجدته يعطينى ظرفا، حينما سألته قال إنها قيمة التعاقد معه، وأنه لا يستحقها لأنه تعلّم خلال هذه التجربة، وبالتالى كان يرى أنه هو الذى يجب أن يدفع لى وليس العكس».

كانت بدايات نجيب محفوظ فى كتابة السيناريو مع النصف الثانى من أربعينيات القرن العشرين، حيث كتب سيناريو لأفلام «المنتقم، ولك يوم يا ظالم، وريا وسكينة، وفتوات الحسينية، وجعلونى مجرما، والفتوة ومجرم فى إجازة، وأنا حرة، واحنا التلامذة».

لم يكن نجيب محفوظ من كتاب الرواية، الذين يفضلون كتابة سيناريوهات رواياتهم فى السينما، ولكن، كان يعتقد أن علاقته بالنص الروائى تنتهى بانتهاء الرواية وطباعتها، ولذلك فإن الأعمال المأخوذة من روايات وقصص نجيب محفوظ، كتب السيناريو والحوار لها كتاب آخرون.

وفى ذات السياق، رحّب نجيب محفوظ، بكتابة سيناريو أفلام مأخوذة من روايات روائيين آخرين، مثل إحسان عبدالقدوس، والذى عالج له رواية «أنا حرة» سينمائيا، وكتب لها السيناريو، كذلك لم يكن نجيب محفوظ يشترط أن يكون الكاتب الأوحد لسيناريو الفيلم، حيث شاركه مؤلفون آخرون فى كتابة سيناريو وحوار لبعض الأفلام، مثل فيلم «الناصر صلاح الدين»، والذى شارك محفوظ فى كتابه السيناريو الخاص به، بينما تولى الحوار آخرون، منهم يوسف السباعى، وعبدالرحمن الشرقاوى.

العلاقة بين نجيب محفوظ والسينما، لم تتوقف عند كتابة السيناريو، أو تحويل رواياته وقصصه إلى أعمال سينمائية فحسب، بل إن نجيب محفوظ، تولى منصب رئيس مؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1966، كذلك تولى رئاسة الرقابة على المصنفات الفنية، بل إنه خاض الكثير من المعارك الرقابية مع بعض الأفلام، منها أعمال مأخوذة من رواياته هو نفسه، مثل «القاهرة الجديدة»، والتى تحولت بعد ذلك، إلى فيلم «القاهرة 30»، إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة سعاد حسنى وأحمد مظهر وحمدى أحمد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة