حازم صلاح الدين يكتب: لعبة الشطرنج بين توروب وعبد الرؤوف في سوبر الأهلي والزمالك.. تكتيك التجربة الدنماركية يعتمد على مثلث الرعب واستحواذ الوسط.. وحماس المحارب الأبيض يميل إلى العامل البدني ورهان ركلات الترجيح

السبت، 08 نوفمبر 2025 06:19 م
حازم صلاح الدين يكتب: لعبة الشطرنج بين توروب وعبد الرؤوف في سوبر الأهلي والزمالك.. تكتيك التجربة الدنماركية يعتمد على مثلث الرعب واستحواذ الوسط.. وحماس المحارب الأبيض يميل إلى العامل البدني ورهان ركلات الترجيح توروب وأحمد عبد الرؤوف

يترقب عشاق الكرة المصرية مباراة نهائي كأس السوبر المصري بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك، والتي تقام فى الخامسة مساء الأحد 9 نوفمبر 2025 باستاد محمد بن زايد بالإمارات، وهو الكلاسيكو الذي يُنتظر أن يتحول إلى لوحة شطرنج كروية، من حيث المعركة التكتيكية بين مدربي الفريقين، الدنماركي ييس توروب، وأحمد عبد الرؤوف.

 

الأهلي ضد الزمالك.. العقل الأوروبي في إدارة توروب

من واقع إدارة الدنماركي ييس توروب للمباريات السابقة مع الأهلي، يتضح أنه يعتمد على خبرته الأوروبية من خلال اللعب بشكل متوازن بين العقل والهجوم، حيث تقوم فلسفته على اللعب المرن الذي يجمع بين تنويع الهجمات والضغط المكثف بمجرد فقدان الكرة، بهدف خلق مساحات واستغلال أي ثغرة في دفاع المنافسينطريقة لعب الأهلي مع المدرب الدنماركي تحافظ على شكل 4-2-3-1، مع التركيز على تحركات الأجنحة السريعة والوسط الديناميكي القادر على صناعة الحلول في لحظات الضغط.

 

كلاسيكو الأهلي والزمالك .. مثلث الرعب وسياسة التوازن

الأهلي مع توروب يعتمد على ما يمكن تسميته بـ"مثلث الرعب" في وسط الملعب والهجوم، معتمدًا على محمود حسن تريزيجيه وأحمد سيد زيزو وأشرف بن شرقي، في مزيج من السيطرة على الكرة والتمركز الذكي للهجوم عبر الأطراف والعمق.

توروب يبدو واضحًا أيضًا في محاولاته لإيجاد طرق جديدة لترميم الدفاع بعد الهفوات الأخيرة في الدوري، حيث يعود أحيانًا إلى طريقة 5-3-2 حسب سير المباراة، إذ يمتلك مرونة كبيرة في تغيير خطة اللعب.

كما يركز توروب على ضبط التوازن بين الهجوم والوسط والدفاع، بالاعتماد على مروان عطية وأليو ديانج، والاستعانة بمحمد علي بن رمضان كمحور أداء بين الوسط والهجوم، وذلك حسب التشكيل الأساسي الذي يبدأ به المباريات.

ملخص فلسفة توروب هو الإيمان بالاستحواذ الإيجابي، والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، مع تطبيق الضغط على المنافس منذ بناء الكرة من الخلف لمنع أي هدوء في اللعب.

كما أن كل لاعب يعرف دوره ومساحته في الملعب بدقة، مع أهمية التعامل مع الكرات الثابتة والعرضيات كمصدر رئيسي للتهديد، حيث يلعب المدرب الدنماركي على تحرك الفريق كوحدة واحدة، مستعيدًا الكرة بسرعة، مع تمريرات سريعة تقود للهجوم مباشرة، بهدف الوصول إلى مرمى المنافس بأقل عدد من الخطوات والتمريرات.

 

الزمالك ضد الأهلي .. حماس المحارب الأبيض مع عبدالرؤوف

على الجانب الآخر، يعتمد الزمالك مع أحمد عبدالرؤوف، المدرب الشاب الذي وجد نفسه مسؤولًا عن الفريق في وقت صعب وبعد بطولة كبيرة إثر إقالة البلجيكي يانيك فيريرا، على العامل البدني والحماس الكبير للفريق الأبيض.

اتضح من مباراة بيراميدز في نصف نهائي السوبر أن أسلوب عبدالرؤوف يقوم على الكرات الطويلة والضغط المكثف من الخط الخلفي، مع الاستفادة من الأخطاء الدفاعية للمنافسين، ومن هذا المنطلق استعان بمحمود حمدي الونش على حساب حسام عبدالمجيد، مع إبقاء عبدالله السعيد على مقاعد البدلاء، والاعتماد على ناصر ماهر كمحور رئيسي في خطته.

رهان الزمالك على ركلات الترجيح واضح في تحضيراته، خاصة بعد الفوز الأخير على بيراميدز بهذه الطريقة، ما يمنح الفريق ثقة إضافية في حال وصول نهائي السوبر المصري إليها.

 

الزمالك ضد الأهلي .. أسلوب لعب بسيط بروح مقاتلة

أحمد عبدالرؤوف اعتمد خلال مباراة بيراميدز في السوبر على طريقة 4-4-2، حيث استعان بتواجد أحمد ربيع، ومحمد شحاتة، ومحمود بنتايج، وناصر ماهر في وسط الملعب، وأمامهم الثنائي الهجومي عدي الدباغ وعمرو ناصر، بينما ضم خط الدفاع الرباعي أحمد فتوح، والونش، ومحمد إسماعيل، وعمر جابر.

ويتوقع ألا يُجري عبدالرؤوف تغييرات كبيرة على هذا التشكيل إلا في أضيق الحدود، إذ يرغب في تكرار سيناريو مباراة بيراميدز أمام الأهلي، من خلال غلق المساحات في منطقة المناورات، مع التمركز الجيد، واللعب بهدوء لإيقاف مفاتيح لعب الأهلي سواء عبر الأطراف أو من العمق، مع الاعتماد على التحولات السريعة والهجمات المرتدة.

 

الأهلي ضد الزمالك .. المعركة التكتيكية الكبرى

إذن، المعادلة الكبرى تكمن في صراع توروب بخططه المدروسة وتجربة لاعبيه، مقابل عبدالرؤوف بالحماس والتركيز الشديد، لتصبح مواجهة السوبر أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، إنها صراع تكتيكي بين العقل الأوروبي والعامل البدني والتحفيز الجماهيري، ما يعني أن كل حركة، كل تمريرة، وكل ضغط ستكون محسوبة بدقة على رقعة الشطرنج الكروية بين الثنائي.

 

الشطرنج التكتيكي على طريقة كبار المدربين

الشطرنج التكتيكي في كرة القدم لم يعد مجرد تشبيه للمباريات باللعبة الشهيرة، بل أصبح أسلوبًا حقيقيًا يستخدمه المدربون الكبار لتخطيط الهجمات، وتنظيم الدفاع، والتحولات السريعة.

كما في الشطرنج، كل لاعب يُعتبر قطعة على الرقعة، يتحرك وفق خطة مدروسة، ويجب أن يتنبأ بخطوات المنافس ويستغل الفراغات لخلق فرص التسجيل. هذا التفكير الاستراتيجي يسمح للفرق بالسيطرة على مجريات اللعب، وتنظيم الضغط، واستغلال أي ضعف في دفاع الخصم.

أشهر المدربين العالميين يعتمدون هذه الفلسفة التكتيكية، ومنهم بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، الذي يركز على التحرك الذكي للكرة واللاعبين لخلق مساحات في دفاع الخصم، وكذلك دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، الذي يبني دفاعه مثل رقعة الشطرنج تمامًا مع التحولات السريعة للهجوم المضاد.

 

سوبر الأهلي والزمالك .. من يحسم معركة الشطرنج؟

الخلاصة، في كلاسيكو السوبر المصري بين الأهلي والزمالك، تبقى النتيجة مفتوحة أمام كل الاحتمالات، لكن المؤكد أننا سنشهد مباراة مليئة بالإثارة والتكتيك الذكي من كلا الجانبين، ومن يُجِد لعبة الشطرنج أكثر بين توروب وعبدالرؤوف سيكون اللقب من نصيب فريقه.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب