خبير دولى: مشروع واشنطن لدعم خطة ترامب نغمة مكررة لفرض السلام وليس حفظه

وصف الدكتور طارق البرديسى، خبير العلاقات الدولية، مشروع القرار الأمريكى المقدم إلى مجلس الأمن لدعم ما يُعرف بـ"خطة ترامب للسلام" فى غزة، بأنه "نفس النغمة ولكن بإيقاعات مختلفة"، مؤكدًا أن واشنطن تهدف من خلاله إلى "فرض السلام فرضًا" وليس حفظه، وهو ما يتعارض مع فلسفة الأمم المتحدة القائمة على الحياد والشرعية الدولية.

وفى مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح البرديسى أن توقيت طرح هذا المشروع يأتى فى ظل فشل إسرائيل فى تحقيق أهدافها العسكرية بعد ما يقارب الشهرين من العدوان على غزة، وهو ما دفع الولايات المتحدة لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية عبر مجلس الأمن. وأشار إلى أن هذا التحرك يتجاهل تحذيرات الدولة المصرية من "صعوبة تصل إلى درجة الاستحالة فى اجتثاث حركات المقاومة".

وحول فرص تمرير القرار، أعرب البرديسى عن تشاؤمه، مرجعًا ذلك إلى الانقسام القائم داخل مجلس الأمن. وقال: "لابد أن نفرق ما بين حفظ السلام وفرض السلام... هذا القرار يريد أن يفرض السلام فرضًا، وأن يوجه ضربات لطرف تراه الولايات المتحدة إرهابيًا، وهذا أبعد ما يكون عن فلسفة الأمم المتحدة". وأضاف أن أى مبادرة لا تحترم الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتفتقر إلى الحياد، لن تنجح فى كسب التأييد الدولى اللازم.

وشدد البرديسى على أن الموقف الأمريكى يفتقر إلى المصداقية، حيث تسعى واشنطن لتمرير رؤيتها الخاصة بينما تتجاهل تطبيق القرارات الدولية التى تؤكد على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، مما يجعل من الصعب تمرير مثل هذا المشروع فى ظل المواقف الدولية المتباينة.