حين يمتزج التاريخ بالعلم، تجد مدرسة داود تكلا واحدة من المبانى التاريخية البارزة فى قرية بهجورة بمركز نجع حمادى شمال قنا، والتى ما زالت تفتح أبوابها للطلاب منذ إنشائها عام 1929، لتظل شاهدة على تاريخ بدأ هنا، ولتكون منارة تضيء بدروبها طريق العلم وصرحًا يغرس حروفه فى العقول والقلوب التى تتعلق بكل ما يحمل رائحة الماضي.
حياة داود تكلا
ومنذ تأسيسها، كانت المدرسة وما زالت ميدانًا يحتضن الأجيال يعيش الطلاب بين جدرانها وهم يستشعرون روح الماضى المتجذرة فى الطموح والأمل، برسالةٍ لا تنقطع، وولد داود تكلا عام 1859، وأتقن اللغتين العربية والفرنسية، وعين وكيلًا للقنصلية الفرنسية فى أسوان، وقد تبرع أثناء حياته لمستشفى الحميات وقت إنشائه كما أقام قاعة المنيرة بالمتحف القبطى فى القاهرة، وحصل على النيشان العثمانى من الطبقة الثالثة تقديرًا لأعماله الخيرية.
وقال محمود مدنى، مدير الشئون الأثرية بمصر العليا، إن عائلة داود تكلا تميزت ببناء مدارس بهجورة ذات تصميم معمارى يشبه القصور، وكان الهدف من إنشائها هو تمكين الطلاب من التعليم دون عناء الانتقال إلى أماكن بعيدة مثل مدينة نجع حمادي. وأضاف أن داود تكلا حصل على ليسانس الحقوق عام 1903 من جامعة القاهرة.
مدرسة منيرة تكلا بطراز باروك وتفاصيل معمارية فريدة
وأوضح مدنى، أن مدرسة منيرة تكلا أقيم بها 12 فصلًا على طراز الباروك، وهو أحد الأساليب المعمارية الأوروبية فى القرن التاسع عشر، وتضم أسقفا خشبية مزخرفة برسوم لأطفال ونساء وملائكة، لكنها تحتاج حاليًا إلى أعمال ترميم، وكانت وسيلة المواصلات فى ذلك الوقت للطلاب والمعلمين الحمير، لذلك تم إنشاء إسطبل داخل مدارس داود تكلا ومنيرة تكلا لاستقبالها.
وتابع مدنى، قائلًا إن مدرسة داود تكلا الإعدادية والثانوية بقرية بهجورة تتكوّن من ثلاثة مبان، المبنى الأول إدارى يضم مكاتب للمعلمين، أما المبنى الثانى فيضم 10 فصول ويتكون من طابقين وبدروم، يحتوى الطابق الأول على معامل العلوم، والثانى على ورش الرسم، أما الأعمدة، فهى مقامة على الطرازين اليونانى والرومانى، وقد نقش اسم المدرسة بالحروف الهيروغليفية تخليدًا لتاريخها العريق.

معمل علوم مدرسة داود تكلا

مدرسة داود تكلا من الداخل

مدرسة داود تكلا بقنا

مدرسة داود تكلا الإعدادية والثانوية فى بهحورة

المدرسة من الداخل