أكرم القصاص

المصريون والمتحف الكبير والحكومة.. التغيير المتوقع والثمار المنتظرة

الأربعاء، 05 نوفمبر 2025 10:00 ص


كل من تحدث يرى أن مصر بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير لا يجب أن تكون هى نفسها مصر قبل المتحف، وأن تغييرا واسعا فى كل المجالات يتوقع أن يحدث، بشكل يرى فيه المصريون ثمار صبرهم وعملهم وإنجازاتهم، عندما يكون العالم كله متابعا ومندهشا من هذا الحدث، ويصل متابعو افتتاح المتحف الكبير إلى مليار مواطن فى العالم، 1/8 سكان العالم، نحن أمام حدث مبهر، وتغطيات غير مسبوقة لمئات الفضائيات والصحف والمواقع، ومليارات البوستات على مواقع التواصل كلها ترسم حدثا ثقافيا وعالميا غير مسبوق.


وبالتالى فالمصريون ينتظرون المزيد من النتائج، لعل أهمها هو أن تكون روح المتحف منتشرة وتفرض وجودها على سلوك الحكومة والمسؤولين، بشكل أوضح أن يروا حكومة تختلف فى الشكل والمضمون، وأن يكون ما تم قبل وأثناء الافتتاح عملا مستمرا وليس موسميا، ولا نقصد ما نراه من جولات وافتتاحات وتحركات موسمية أغلبها يدور أمام الكاميرات، والهدف منه التقاط الصور، ودور المسؤولين الإعلاميين هو نشر بوستات عن تحركات رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين، وكلهم فى حالة «كأنه»، ضمن حالة تمثيلية وليست حقيقية، على الحكومة أن تستمع لتوجيهات الرئيس وتتعلم من تحركاته وجهده، وتتجاوز حالة «اللافعل»، وتتحول إلى نشاط حقيقى وليس دعائيا.


المصريون يريدون أن يجدوا حكومة تعمل مثلما يعمل الرئيس السيسى، وألا تكتفى بالتصوير و«التنطيط» أمام الكاميرات، ونعود إلى المتحف المصرى الذى يمثل قفزة حضارية وثقافية بجانب كونه عملا استثماريا يدر على مصر ملايين الدولارات بشكل عاجل من وفود سياحية منتظرة، وطلبات تضاعفت بعد الإعلان عن المتحف باعتباره حدثا غير مسبوق فى القرن الحالى، ولن يكون هناك حدث مشابه خلال السنوات المقبلة.


ويجب أن تكون الحكومة على مستوى حدث بهذه الضخامة، خاصة أن المتوقع أن تكون عوائد مصر من المتحف تفوق نفقاتها، ولا نقصد العوائد المادية فقط، وهى بالطبع كبيرة لكن العوائد الحضارية، من حيث تطبيق ما يتم فى المتحف ليكون ثقافة من الحكومة، ينعكس على شكل الشوارع، وحق المشاة فى الأرصفة والشوارع وتنظيم المرور ومنع أى مظاهر فوضى، مثلما تم خلال فترة الافتتاح، وبالتالى مضاعفة نشر ثقافة السياحة وإزالة المعوقات التى تواجهها، من استغلال للسياح أو غياب للرقابة، أو استمرار المظاهر غير الحضارية، وهذا بالطبع دور المحليات والحكومة.


يضاف لذلك أن تكون ثمار الإنجازات أوسع توزيعا، بما ينتج عنه نتائج على المجتمع، مثلما يحدث عادة حيث ترتبط السياحة بعشرات المهن المختلفة من نقل ومطاعم ومحلات وتسوق بجانب فرص عمل تتولد من كل مليون سائح، وفى الدول التى تروج فيها السياحة يكون المجتمع شريكا فى الثمار والعوائد، وليس متفرجا، ومثلما قلنا إن العاصمة الإدارية يجب أن تنعكس على شكل الإدارة فى مصر وتنهى عصور البيروقراطية والروتين، على المتحف أن يظهر فى صورة عمل مستمر ومسؤولية للحكومة فعلا وليس أمام الكاميرات، بجانب استغلال هذا الزخم الثقافى العالمى فى بناء صورة معبرة، حقيقية للحضارة والتعامل، بل ربما يكون من حق المصريين أن يزوروا المتحف بشكل مستمر وبمقابل بسيط باعتبار أن هذا الأمر يمثل فرضا، مع تقديم عروض شبه مجانية للمدارس والجامعات، مع تدريس هذا التاريخ بتوسع وإزالة الالتباسات حوله والأكاذيب التى علقت به من قبل الجهلاء والمتطرفين، من كارهى الحضارة ورواد التجهيل والدجل، وهنا يفترض أن تعقد الحكومة اجتماعا لدراسة كيفية العمل وانعكاس نتائج المتحف على المجتمع، وبشكل يتجاوز جولات «كاميرات» للمحافظين والمسؤولين، أو لرئيس الحكومة، بل عمل مطلوب بالفعل، وليس لجان أو لجان منبثقة كما يجرى عادة.


المتحف الكبير عمل كبير، ويتوقع المصريون أن يجدوا حكومة على نفس المستوى وليس مجرد مشتاقين، يعملون كلما سمعوا عن تغيير.


 

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب