"من قناع توت عنخ آمون لمركب خوفو" رحلة عبر 5 آلاف عام من العظمة.. صحف عالمية تبرز كنوز لا تقدر بثمن فى المتحف المصرى.. وتؤكد: الزوار أمام ملحمة فنية ومعمارية جمعت بين عبقرية الفراعنة وإبداع المصريين المعاصرين

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 05:00 م
"من قناع توت عنخ آمون لمركب خوفو" رحلة عبر 5 آلاف عام من العظمة.. صحف عالمية تبرز كنوز لا تقدر بثمن فى المتحف المصرى.. وتؤكد: الزوار أمام ملحمة فنية ومعمارية جمعت بين عبقرية الفراعنة وإبداع المصريين المعاصرين قناع توت عنخ أمون

كتبت فاطمة شوقى

بعد انتظار دام عقودا يقف المتحف المصرى الكبير شامخا عند سفح الأهرامات ، كأنه بوابة سحرية تربط بين الماضى والحاضر، فهو وفقا لماوضفته الصحف العالمية تحفة معمارية غير مسبوقة تجمع بين عبقرية الفراعنة وابداع المصريين المعاصريين ، لتعيد إلى العالم ذاكرة حضارة لا تزال تبهر الإنسانية منذ أكثر من 5 آلاف عام.

على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، يحتضن المتحف أكبر مجموعة أثرية في التاريخ، تضم أكثر من 100 ألف قطعة  تجسّد عظمة الملوك والفنانين والمهندسين الذين شيّدوا مجد مصر القديمة.

وهنا، حيث يتعانق الحجر مع الضوء، يجد الزائر نفسه في رحلة استثنائية تبدأ من  تمثال رمسيس الثاني المهيب في البهو الرئيسي، مرورًا بـ مركب خوفو الشمسي الذي حمل أحلام الملوك إلى الأبدية، وصولًا إلى قناع توت عنخ آمون الذهبي، رمز الخلود وجمال الفن المصري الخالد.

ورصدت صحيفة الدياريو  الإسبانية أبرز خمس قطع لا يمكن لأي زائر أن يغادر دون مشاهدتها، إذ تختصر في تفاصيلها سحر الفراعنة وروحهم الخالدة.

تمثال رمسيس الثاني.. الحارس الأبدي عند المدخل العظيم
 

يستقبل الزوار في بهو الاستقبال تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، يبلغ ارتفاعه تسعة أمتار ويزن أكثر من 80 طنًا. نُقل التمثال من مدينة منف القديمة، ويُعد من أعظم ما نحتته يد المصري القديم، كأنه يقف ليحرس إرث أجداده عبر العصور.

قناع توت عنخ آمون.. أيقونة الخلود

من أبرز مقتنيات المتحف وأكثرها شهرة، قناع توت عنخ آمون الذهبي، المصنوع من الذهب الخالص والأحجار الكريمة.
يُعرض القناع ضمن قاعة مخصصة تضم أكثر من 5,000 قطعة من كنوز الملك الصبى ، بينها عرباته الجنائزية وأسلحته ومجوهراته، ولأول مرة، تُعرض جميع مقتنيات توت عنخ آمون كاملة في مكان واحد، لتعيد للزوار لحظة الدهشة الأولى لاكتشاف مقبرته قبل قرن من الزمان.

مركب خوفو الشمسي.. رحلة نحو الأبدية

من التحف الكبرى التي يأسر جمالها الأنفاس، مركب خوفو الشمسي،  بطول يزيد على 44 مترًا من خشب الأرز اللبناني، اكتُشف بجوار الهرم الأكبر عام 1954.
صُنعت هذه السفينة لترافق الملك خوفو في رحلته إلى العالم الآخر، في رمزية دينية تمثل اتحاد الملك مع الإله رع في السماء.

جهاز دفن الملكة حتب حرس.. فخامة البدايات

في القاعة رقم 2، يمكن للزوار مشاهدة جهاز دفن الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو. يعود إلى أكثر من خمسة آلاف عام، ويضم أثاثًا مطليًا بالذهب وأواني ومجوهرات نادرة. هذا الجناح يعيد الزائر إلى بدايات الدولة القديمة، حيث كانت المرأة المصرية الملكية تجسيدًا للهيبة والخلود.
الدرج العظيم.. ممر إلى التاريخ

يرتفع الدرج العظيم لستة طوابق تربط المدخل بالقاعات العليا، تصطف على جانبيه 87 قطعة ضخمة تمثل مراحل تطور الفن والعمارة المصرية.
كل خطوة على هذا الدرج تُشعرك أنك تسير عبر الزمن، من رمسيس إلى خوفو، ومن الأهرامات إلى المعابد،  في رحلة بصرية مذهلة تختصر 50 قرنًا من الإبداع الإنساني.

أكثر من 100  عام من الدهشة.. ذكرى اكتشاف الفرعون الذهبي
 

تزامن افتتاح المتحف مع مرور مئة عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ، الحدث الذي غير تاريخ علم الآثار إلى الأبد.
ففي 28 أكتوبر 1925، كشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عن القناع الذهبي الشهير داخل المقبرة الملكية في وادي الملوك بالأقصر، بعد سنوات طويلة من البحث والتنقيب بدعم من اللورد كارنافون.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح اسم توت عنخ آمون مرادفًا لسحر مصر وغموضها الخالد.

عبقرية الماضي وروح الحاضر

تصف صحيفة ريبورت الإسبانية المتحف المصري الكبير بأنه تحفة القرن الحادي والعشرين،  يجمع بين الأصالة والحداثة، ويجسد شراكة حضارية بين الفراعنة والمصريين المعاصرين.
فمن تمثال رمسيس الذي يرحب بالزوار، إلى القاعات التي تحكي قصص الملوك والآلهة، يقف المتحف اليوم كجسرٍ بين الأزمنة، يروي للعالم أن مصر لا تزال مهد التاريخ، وموطن الدهشة الأبدية.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب