دندراوى الهوارى

رسائل حسن البنا وبروتوكولات حكماء صهيون.. حين تتشابه أهداف الخراب والدمار!

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 12:00 م


عندما تقرأ بروتوكولات حكماء صهيون، ثم تقرأ رسائل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، يتسرب إلى يقينك أنهما متشابهان فى المضمون إلى حد التطابق، وأنهما من منبع واحد، ولا يتقاطعان إلا فى الظاهر فقط «إسلامى ضد صهيونى»، فالبنية الأيديولوجية وآليات السيطرة والتعبئة، واحد، وأن كلاهما قائم على فكرة التلاعب بعقول الجماهير باسم «الرسالة» أو «الاختيار الإلهى».

بروتوكولات حكماء صهيون ترسخ لفكرة أن الصهاينة شعب الله المختار، بينما جماعة الإخوان ترى أنها المالكة الحصرية للإسلام تتحدث باسمه، وتعتبره ملكية خاصة، ما يمنحها أفضلية التميز فى كل شىء، ويظهر ذلك فى تصريح لأحد قياداتها، صبحى صالح، عندما هاجم زواج الإخوانى من غير الأخوات، معتبرا أن ذلك يدخل من قبيل استبدال ما هو أدنى بما هو خير!

القيادى الإخوانى الذى كان عضو لجنة التعديلات الدستورية 2012 كان له تصريحات صوتا وصورة، تتسم بالتعالى المفرط، والعنصرية المقيتة، عندما قال: «إن الجماعة تسعى إلى تحقيق المرحلة الثالثة من أهدافها، وهى تشكيل مجتمع إخوانى واسع، مشددا على أهمية الاهتمام باختيار الزوجة وبناء البيت»، مهاجما كل إخوانى يرغب فى الزواج من غير الأخوات، قال نصا: «ومايجيش أخ فلوطة يقولك فى أخت كويسة ومتدينة وبنت ناس بس مش من الأخوات.. بس إن شاء الله هتبقى من الأخوات بمجرد ما أخطبها».

وعلق قائلا: «علشان سيدنا أيوب هيخطبها.. أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير.. متعملهاش دين، فالخيارات الشرعية مقدرة بحديث، إحنا مش هنغير الدين، علشان دى قافلة معاك».

صبحى صالح قالها بوضوح: «جماعة الإخوان لا تعترف بمفاهيم، مسلم ليبرالى ومسلم علمانى ومسلم يسارى، نحن لا نعرف إلا مسلما يكفيه دينه عما سواه من المناهج».
هذا الفكر قائم على الاختيار الإلهى، وأنهم جنس فوق البشر، مما أنتج دمارا وخرابا، خاصة بعد تحوله إلى مشروع سياسى باسم الدين والعرق.
القواسم المشتركة بين رسائل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، وبروتوكولات حكماء صهيون، أن لكل منهما مشروع ظاهره دعوى دينى، ومضمونه سياسى قائم على السيطرة والهيمنة على المجتمع، والعالم تحت فكرة مطاطة، الجماعة تبحث عن استاذية العالم، أو إحياء الخلافة، بينما الصهاينة يبحثون عن السيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا وإعلاميا عبر أدوات النفوذ الخفية.

الرسائل الإخوانية والبروتوكولات الصهيونية، تستخدم نفس الأسلوب فى خطابها، وفى نهجها، مثل الغاية تبرر الوسيلة، والعمل التنظيمى السرى، واختزال الخير فى الجماعة والشر فى الآخرين، مع خلق «عدو دائم» لتبرير الصراع المستمر، والتحريض على الانقسام، وتصوير الواقع باعتباره صراعا كونيا بين النور والظلام!

أيضا خطاب الاثنين يلعب على العاطفة، وينحى العقل، عندما يتبنى شعارات حبلى بالحماس الدينى العقائدى، ويقدمان وعودا بالخلاص والنصر الإلهى، ويغذيان الشعور بالاستعلاء على الآخر، وهو خطاب وقح، يزرع الانقسام باسم الدين، ويُحول الدين إلى أداة تعبئة لا وسيلة بناء وترسيخ قيم ومبادئ!
بروتوكولات حكماء صهيون ورسائل مؤسس جماعة الإخوان، لعبا دورا بارزا فى تفكيك المجتمعات وتدمير مفهوم الدولة الوطنية، فكر الإخوان أطلق دوامات من الصراع داخل العالمين العربى والإسلامى، يقابله فكر الصهيونية السياسية الذى غذى التوسع والنزاعات باسم «الوعد الإلهى» لتأسيس إسرائيل الكبرى والتحكم فى العالم بشكل خفى.

تأسيسا على هذا السرد المبسط للتشابه والتطابق فى الأهداف والأفكار والنهج بين رسائل حسن البنا وبروتوكولات حكماء صهيون، فإن الطرفين يلتقيان فى نقطة جوهرية خطيرة، وهى توظيف الدين لتبرير الهيمنة، وأنهما لا يختلفان إلا فى المظهر فقط، وشعارهما الواضح الجلى: «أن يتحكم القليل فى مصير الكثير، باسم الله أو تحت شعار الإرث التاريخى»!

حسن البنا الإخوانى، وحكماء بنى صهيون، منبع واحد للخراب ومصدر جوهرى لتفكيك الأوطان ونشر الفوضى!




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب