منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة لم يختفِ جيش الاحتلال الإسرائيلى من المشهد الميدانى، بل أعاد تشكيله بأسلوب مختلف، فشرع فى وضع مكعبات إسمنتية ضخمة مطلية باللون الأصفر لتحديد ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" داخل القطاع، وهو نطاق تمركز قواته فى المرحلة الأولى من الاتفاق الذى تم بوساطة مصرية وقطرية وتركية وأمريكية.
فى العاشر من أكتوبر الجارى انسحب الجيش من عمق محافظات القطاع إلى هذا الخط، الذى ما زال يشكل الحد الفعلى لانتشاره رغم الحديث عن انسحاب تدريجى.
وتشير الخرائط المنشورة إلى أن الاحتلال ما زال يسيطر على نحو 50 إلى 58% من مساحة غزة دون تحديد جدول زمنى واضح للانسحاب الكامل.
ويرى مراقبون أن الاحتلال يسعى لتثبيت وجود دائم داخل غزة، مستفيدًا من غياب جدول زمنى واضح، فيما اعتبر آخرون أن هذه التحركات تمثل انتهاكاً صريحاً لبنود الاتفاق، ومحاولة لفرض واقع ميدانى جديد يرسّخ معادلة "لا حرب كاملة.. ولا سلام ممكن".