فيسبوك
واتساب
هل سبق أن حاولت تذكر كلمة بسيطة أثناء محادثة، لكنك فقدت قدرتك تمامًا على استرجاعها؟ أو أثناء أداء مهمة يومية، شعرت فجأة بأن ذهنك "توقف"؟ كثيرون يعتقدون أن هذه لحظات ضبابية عابرة سببها الإرهاق أو قلة النوم، لكن الأطباء يحذرون من الاستهانة بها، فقد تكون علامة مبكرة على اضطراب دماغي خطير يُعرف باسم التهاب الدماغ المناعي الذاتي – Autoimmune Encephalitis وفقا لموقع تايمز ناو.
هذا المرض النادر أصبح اليوم محط اهتمام الأطباء عالميًا، لأنه يتشابه بشكل كبير مع أعراض الخرف، والقلق، والاكتئاب، وحتى الذهان، مما يؤدي غالبًا إلى تشخيصات خاطئة وتأخر في العلاج.
ما هو التهاب الدماغ المناعي الذاتي؟
التهاب الدماغ المناعي الذاتي هو حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الدماغ السليمة بالخطأ، مما يؤدي إلى التهاب وتورم يؤثران على الذاكرة والتفكير والسلوك.
قد يظهر المرض بشكل مفاجئ أو يتطور تدريجيًا.
لا يرتبط فقط بكبار السن؛ إذ يمكن أن يصيب الشباب والبالغين.
في بعض الحالات يحدث بعد عدوى فيروسية، مثل فيروس الهربس.
رغم اعتباره نادرًا، تشير الإحصاءات إلى إصابة 14 شخصًا من كل 100,000 سنويًا، وهي نسبة أعلى مما كان يُعتقد سابقًا.
يقول متخصصون إن الجهاز المناعي ينتج أجسامًا مضادة تستهدف بروتينات موجودة على سطح الخلايا العصبية أو داخلها، مما يؤدي إلى تعطيل وظيفتها الطبيعية وتحولها لمصدر التهاب مستمر داخل الدماغ.
لماذا يحدث هذا المرض؟
حتى الآن، لا يعرف العلماء سببًا قاطعًا لكنهم لاحظوا عدة عوامل محتملة:
خلل مناعي مرتبط بالسرطان (Paraneoplastic)
عدوى فيروسية سابقة
وفي معظم الحالات… لا يوجد سبب واضح
ما يفاقم المشكلة أن الأعراض تتشابه مع أمراض نفسية أو عصبية أخرى، مما يجعل اكتشافه تحديًا حقيقيًا.
كيف يؤثر على دماغك؟
يبدأ الالتهاب غالبًا في الجهاز الحوفي – Limbic System، وهو الجزء المسؤول عن:
تكوين الذكريات
تنظيم العواطف
معالجة المعلومات
ثم قد ينتشر تدريجيًا إلى أجزاء أخرى من الدماغ، مؤدّيًا إلى اضطرابات في:
الانتباه
الحركة
اللغة
اتخاذ القرار
السلوك
أعراض التهاب الدماغ المناعي الذاتي
تتطور الأعراض خلال أسابيع أو أشهر، مما قد يضلّل الأطباء. ومن أبرز العلامات التي تستدعي القلق:
1. اضطرابات في الذاكرة والتفكير
نسيان مستمر
تشتت ذهني
صعوبة في تذكر الكلمات
فقدان القدرة على التخطيط أو التنظيم
2. نوبات صرع قد لا تستجيب للأدوية المعتادة
3. تغيرات سلوكية
عصبية مفاجئة
قلق حاد
نوبات بكاء أو غضب غير مبررة
4. حركات غير إرادية في الوجه أو الفم
5. مشاكل في التوازن والتنسيق
6. اضطرابات نفسية حادة
هلوسة
أوهام
جنون العظمة
7. أعراض شديدة في الحالات المتقدمة
فقدان الوعي
غيبوبة
لماذا يخلط بين هذا المرض والخرف؟
كثير من المرضى – خاصة بعد سن الأربعين – يُشخصون خطأً بالخرف أو الاكتئاب أو الفصام، لأن:
الأعراض متدرجة
التغيرات السلوكية ملفتة
مشاكل الذاكرة واضحة
النوبات قد تُفسر بأنها "توتر"
لكن الفرق الأساسي هو أن هذا المرض قابل للعلاج بشكل كبير عند اكتشافه مبكرًا، بعكس الخرف.
كيف يتم العلاج؟
يعتمد نجاح العلاج على السرعة. كلما بدأ العلاج مبكرًا، زادت فرصة التعافي الكامل أو شبه الكامل.
العلاجات الأساسية:
الكورتيكوستيرويدات (لتقليل الالتهاب)
الجلوبولين المناعي الوريدي IVIG
فصل البلازما (Plasmapheresis)
في حال وجود ورم:
إزالة الورم جراحيًا
العلاج الكيميائي
ويؤدي علاج الورم غالبًا إلى تحسن سريع جدًا في الأعراض.
أدوية إضافية:
مضادات النوبات
أدوية لعلاج القلق والاكتئاب
مضادات الذهان عند اللزوم
بعض المرضى يتحسنون خلال أيام، بينما يحتاج آخرون علاجًا لعدة شهور.
هل يمكن الشفاء بالكامل؟
نعم في كثير من الحالات، يعود المرضى إلى حياتهم الطبيعية، خاصة مع العلاج المبكر.
أما التأخر في التشخيص والعلاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات طويلة المدى.
كيف تحمي نفسك؟
ليس هناك طريقة مباشرة للوقاية، ولكن يمكن تقليل المخاطر عبر:
علاج العدوى الفيروسية بسرعة
المتابعة الطبية عند ظهور أي أعراض غير مفسرة
طلب تقييم طبي متخصص عند ملاحظة:
فقدان ذاكرة مفاجئ
تغيرات سلوكية غير طبيعية
نوبات متكررة
هلوسة أو ارتباك غير مبرّر
