دعا الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي ومقدم برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة دي إم سي إلى التعامل بأرقى درجات الأدب والاحترام مع من وصفهم بـ "أسياده" من أهل البلاء، أو من يُعرفون حديثاً بـ "القادرون باختلاف" و"ذوي الهمم"، مؤكداً أنهم نخبة اصطفاها الله ليرفع درجاتهم ويعوضهم جزاءً عظيماً.
رحمة خاصة وجزاء بغير حساب
أوضح الشيخ عبد المعز، أن هذه الفئة من الناس "اختصهم ربنا برحمة من عنده، فابتلاهم ابتلاء وجعلهم من الصابرين والصالحين"، مؤكداً أن جزاءهم يتجاوز الحسابات الدنيوية، واستدل بقول الله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"، مشيراً إلى أن هذا الأجر المفتوح هو تكريم إلهي لصبرهم ورضاهم.
تعويض إلهي بالجنة
وركّز الشيخ عبد المعز بشكل خاص على من ابتُلوا بفقد نعمة البصر، قائلاً إن لهم منزلة فريدة عند الله، واستشهد بالحديث القدسي الذي يروي فيه النبي عن ربه قوله: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - يعني عينيه - فصبر، عوضته منهما الجنة"، وعلّق على ذلك بتأثر قائلاً: "يجي كده على الجنة، ده ما يوقفش (للحساب)".
عباقرة ورواد عبر التاريخ
ودعا عبد المعز إلى النظر في التاريخ الإسلامي الذي يزخر بنماذج ملهمة من هذه "النخبة"، الذين لم تمنعهم إعاقتهم من أن يصبحوا عباقرة ورواداً، وضرب المثل بالإمام الترمذي، أحد كبار علماء الحديث الذي كان كفيفاً، وقال: "لمن لا يعلم، سيدنا الإمام الترمذي... له كتاب اسمه الجامع في أحاديث رسول الله. قالوا إيه عن الكتاب ده يا حضرات؟ اللي عنده الكتاب ده، فكأنما في بيته نبي يتكلم".
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة التعامل مع هذه الفئة بـ "الأدب العالي والرفيع"، لأنهم "نخبة اصطفاها الله" وتكريمه لهم هو من باب تكريم الله.