أستاذ علوم سياسية لـ"إكسترا نيوز": مصر تقود جهود إعمار غزة بـ"ضربة استباقية"

أكد الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، أن الدولة المصرية نجحت في تجاوز كافة العقبات اللوجستية والسياسية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشدداً على أن مصر قدمت نموذجاً استباقياً فريداً في إدارة الأزمة، بدءاً من الإغاثة الفورية وصولاً إلى وضع خطط شاملة لإعادة الإعمار.

وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أوضح "الزغبي" أن التحركات المصرية، سواء عبر القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي أو الدبلوماسية النشطة لوزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أثبتت حضورها في كافة المحافل الدولية.

حقيقة إغلاق معبر رفح

وفنّد أستاذ العلوم السياسية المزاعم التي روجت لها بعض المنابر الإعلامية بشأن إغلاق معبر رفح من الجانب المصري، مؤكداً أن التقارير الدولية الصادرة عن مراكز الفكر الأمريكية ومنظمات الأمم المتحدة أثبتت أن الجانب الإسرائيلي هو من أغلق المعبر.
وأضاف: "في بداية الأزمة، مررنا أكثر من 80% من المساعدات عبر معبر رفح، وعندما تعنت الجانب الإسرائيلي، لم تقف مصر مكتوفة الأيدي بل لجأت إلى الإسقاط الجوي للمساعدات لضمان وصولها للأشقاء".

شهادات دولية بالدور المصري

وأشار "الزغبي" إلى أن المساعدات المصرية لم تقتصر على الغذاء والكساء، بل شملت قوافل طبية متكاملة واستقبال الجرحى في مستشفيات العريش، وهو ما لاقى إشادة دولية واسعة من قادة العالم، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووفود المفوضية الأوروبية التي زارت معبر رفح، ومؤخراً تقرير منظمة العفو الدولية الذي أشاد بجهود مصر في وقف إطلاق النار.
وقال: "تواجد المفوضية الأوروبية أمام معبر رفح هو رسالة للمجتمع الدولي بأن مصر هي الرائدة والعمود الفقري للعمل الإنساني في غزة".

خارطة طريق وإعادة الإعمار

وفيما يخص المستقبل، وصف الدكتور سعيد الزغبي الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بـ"الضربة الاستباقية" التي لم تقم بها أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن مصر لا تطرح مجرد حبر على ورق، بل تتحرك وفق آليات تنفيذية محددة تشمل: الحشد الدولي: عبر مناشدة الأطراف الدولية والمنظمات الأممية للمساهمة الفعالة، وتحفيز المانحين، إضافة إلى إقامة شراكات مع شركات المقاولات الكبرى للتعامل مع الدمار الهائل في القطاع، حيث تم تدمير أكثر من 90% من البنية التحتية ووجود 84 مليون طن من الركام.

وتابع أستاذ العلوم السياسية: "مصر تعتبر دعم غزة التزاماً تاريخياً وثاباً من ثوابت سياستها منذ عام 1948، وأن مؤتمرات السلام وإعادة الإعمار التي تدعو إليها مصر تأتي لتجديد الالتزام الدولي بعدالة القضية الفلسطينية وحل الدولتين".