يأبى اسم عائلة كينيدى أن يغادر الساحة الأمريكية بعد عقود طويلة ظلت فيها الفضائح والمآسى تلاحق أحد أشهر العائلات السياسية فى الولايات المتحدة.
وتقول صحيفة تليجراف البريطانية، إنه على مدار 150 عامًا، ارتبط اسم عائلة كينيدى بالقوة والتألق والمأساة. ورغم أن هناك عائلات شهيرة أخرى متواجدة فى الولايات المتحدة مثل عائلات كلينتون وبوش وروكفلر، وجيتيس، والآن ترامب، لكن لا أحد منهم يحتفظ بمثل هذه المكانة فى مخيلة الأمريكيين.
هذه العائلة، الغنية الكاثوليكية، والفوضوية، وفقًا للتليجراف لم تختف عن الصحف لفترة طويلة. إلا أن ما وصفته بـمثلث حب قذر وترشح للكونجرس، وتشخيص أحد أفرادها بسرطان قاتل، أعاد آل كينيدى بقوة إلى الأخبار فى الأسابيع الأخيرة.
خلاف بين وزير الصحة الأمريكى وابن عمه
تقول التليجراف، إن هذه القصص لم تسلط الضوء على أشهر عائلة فى أمريكا فحسب، بل سلّطت الضوء أيضًا على الخلاف العميق بين وزير الصحة المثير للجدل والمعارض للتطعيم فى عهد دونالد ترامب، روبرت كينيدي الابن، البالغ من العمر 71 عامًا، وأبناء عمومته الصغار، عائلة شلوسبيرج، ووالدتهم كارولين كينيدى، ابنة جون كينيدي.
تصدرت التغطية الإعلامية مؤخرا قضية علاقة غرامية بين روبرت كينيدى الابن وإحدى أشهر الصحفيات السياسيات الأمريكيات، أوليفيا نوتزى، البالغة من العمر 32 عامًا. وتُعد هذه القضية الأحدث فى سلسلة من الفضائح الشخصية التى لاحقت السياسى الأمريكى منذ مراهقته.
جاك شلوسبيرج يعلن ترشحه للكونجرس
فى وقت سابق من هذا الشهر،أعلن جاك شلوسبيرج البالغ من العمر 32 عامًا، صاحب الشخصية الجذابة والحضور اللافت على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو الحفيد الوحيد لجون كينيدى، الرئيس الأمريكى الراحل وجاكى أوناسيس،، ترشحه للكونجرس فى نيويورك، للرد على ما يعتبره إساءة استخدام للسلطة من قبل الرئيس ترامب وحلفائه، ومن أبرز هؤلاء ابن عمه المنفصل عنه، روبرت كينيدى الابن، الذى وصفه شلوسبيرج بأنه فاشل وشخص خطير.
إصابة حفيدة كينيدى بسرطان قاتل
واستمرت الأحزان فى ملاحقة العائلة الشهيرة، بعد أن نشرت تاتيانا شلوسبيرج، إحدى شقيقتى جاك، مقالًا مؤثرًا فى مجلة نيويوركر نهاية الأسبوع الماضى، شرحت فيه تشخيص إصابتها بالسرطان فى مراحله الأخيرة، وهو أحدث مأساة فى ما يُسمى بـ"لعنة كينيدي".
وكتبت الصحفية البالغة من العمر 35 عامًا وحفيدة الرئيس جون كينيدى بصراحة فى مقال بمجلة نيويوركر عن معركتها مع سرطان الدم النخاعي الحاد، الذى تم اكتشافه العام الماضى بعد ولادة طفلها الثاني.
وقالت شلوسبيرج، إنه بعد ولادة ابنتها، لاحظ طبيبها خللًا فى عدد خلايا الدم البيضاء لديها، ووتم تشخيص إصابتها بالسرطان فى النهاية، وتحديدًا طفرة نادرة تُسمى الانقلاب 3.
وقالت: "لم أصدق - لم أستطع - أنهم يتحدثون عني. لقد سبحت مسافة ميل فى حمام السباحة فى اليوم السابق، وأنا حامل فى الشهر التاسع. لم أكن مريضة. لم أشعر بأى مرض. كنت فى الواقع من أكثر الأشخاص الذين عرفتهم صحةً".
وأضافت شلوسبيرج، أن الأطباء أخبروها فى البداية أنها ستحتاج إلى أشهر من العلاج الكيميائى وزرع نخاع العظم، وأضافت: لم يكن من الممكن علاجى بالعلاج التقليدي.
وأضافت شلوسبرج أنها أمضت خمسة أسابيع فى مستشفى كولومبيا-بريسبتيريان فى مدينة نيويورك بعد ولادة ابنتها، ثم نقلت إلى مركز ميموريال سلون كيترينج لإجراء عملية زرع نخاع عظم.
حفيدة كينيدى تنتقد ابن عمها وزير الصحة
فى المقال، انتقدت بشدة التخفيضات التى أجراها روبرت كينيدى الابن، ابن عمها، على تمويل الأبحاث منذ توليه منصبه. ووصفته بأنه مصدر إحراج لى ولبقية عائلتي.
ونقلت تليجراف عن لورانس ليمر، مؤلف العديد من الكتب عن عائلة كينيدى، قوله أنه كان من الغريب أن تقول ذلك، حتى فى الأشهر الأخيرة من حياة تاتيانا على ما يفترض، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لها، ويا له من عارٍ تشعر به، أن تقوله. وتابع قائلا إنه من الأمور المميزة لعائلة كينيدى أنهم مهما اشتبكوا، كانوا دائما متماسكين. لكن سلوكه، أى روبرت كينيدى، كان استثنائيًا لدرجة أنهم طردوه.
تقول الدكتورة باربرا بيرى، مديرة الدراسات الرئاسية فى مركز ميلر بجامعة فرجينيا، والتى ألّفت أيضًا كتبًا عن آل كينيدي: "إنهم العائلة المالكة الأمريكية. هناك الجنس والسياسة والمآسى، بكميات تُضاهى أعمال شكسبير. سواء أحبّ الناس العائلة أم كرهوها، فهذه قصص آسرة".