البعثة الأممية لدى ليبيا: الحوار المهيكل يهدف لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع

قال مدير مكتب الإعلام والاتصال في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا محمد الاسعدي أن الحوار المهيكل يهدف إلى توسيع المشاركة في العملية السياسية، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، التي أعاقت ولا تزال الحلول وأطالت أمد الأزمة، بالإضافة إلى الخروج برؤية مشتركة لمستقبل ليبيا، بقيادة وملكية ليبية.

وأكد المتحدث باسم مكتب إعلام البعثة الأممية في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع " أن الحوار الليبي المهيكل ليس حواراً سياسياً وليس منتدى لاتخاذ القرارات ولكنه منصة تأمل البعثة من خلاله استيعاب ممثلين عن مختلف مكونات المجتمع الليبي لدراسة ومعالجة القضايا الأساسية في أربعة مجالات: الحوكمة والسياسات العامة، الاقتصاد، الأمن، والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان.

أهداف الحوار الليبي المهيكل

وأوضح ان الحوار يهدف للخروج بتوصيات وحلول آنية وطويلة الأمد على شكل سياسات عامة وبناء توافق حول رؤية مشتركة لمعالجة مسببات الصراع المزمنة في ليبيا، مؤكدا أن المخرجات سترفع إلى المؤسسات الوطنية المعنية مع آليات لضمان التنفيذ.

ويُعد الحوار المهيكل  أحد المكونات الأساسية لخارطة الطريق السياسية التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة لدعم الليبيين في سعيهم لمعالجة الإشكالات المعقدة والسعي نحو الاستقرار والازدهار، بحسب ما أعلنته الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن في شهر أغسطس، إلى جانب اعتماد إطار انتخابي سليم وقابل للتنفيذ سياسيًا يمكن من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد مؤسسات الدولة من خلال حكومة موحدة جديدة.

الانتخابات الليبية

وأعرب المتحدث باسم البعثة في تصريحاته عن أملها بأن يعمل الحوار المهيكل على تهيئة الظروف لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ذات مصداقية وتتسم بالنزاهة وأن تقبل مختلف الأطراف بنتائجها، مؤكدة أن ذلك هو الهدف الرئيس لخارطة السياسية إلى جانب دعم جهود توحيد المؤسسات وتعزيز الحوكمة والمساءلة.

وسيعمل أعضاء الحوار الليبي المهيكل المخطط أن يصل عددهم إلى 120 مشاركة ومشارك من ربوع ليبيا مناقشة ما يصلهم من المشاورات العامة عبر الإنترنت أو المشاورات المباشرة في مختلف مدن ومناطق ليبيا والتي ستتزامن مع الحوار المهيكل، بمعني أن مناقشة قضايا الوطن والمواطن لن تقتصر على أعضاء الحوار المهيكل فحسب، بل الفرصة متاحة للجميع.

ويمثل أعضاء الحوار المهيكل طيف واسع من البلديات التي جرت فيها الانتخابات والأحزاب السياسية، والجامعات، والمؤسسات الفنية والأمنية، ومكونات المجتمع المختلفة والشباب والمرأة وذوي الإعاقة. وتهدف البعثة أن تمثل المرأة 35% من الأعضاء.

وتشمل معايير ترشيح الجهات المختلفة التنوع الثقافي والجغرافي والمهني، والخبرة أو المعرفة في واحد على الأقل من المجالات الأربعة: الحوكمة، الاقتصاد، الأمن، المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان.كما يشترط أن يتحلى الأعضاء بالنزاهة، وأن يضعوا المصلحة الوطنية الليبية فوق كل اعتبار، ويعملوا بروح التوافق.