يظل نجيب محفوظ في قوائم الأكثر مبيعاً لأن رواياته تمتاز بواقعيتها الشديدة وقدرتها على تجسيد الحياة المصرية بعاداتها وقيمها وتقاليدها. كما أن حصوله على جائزة نوبل في الأدب عام 1988 قد عزز شهرته العالمية وأعطى أعماله أهمية كبيرة، إضافةً إلى أسلوبه السردي المميز الذي يركز على الشخصيات وتصوير المواقف اليومية بدقة، مما يجعل أعماله ذات صلة دائمة بالقراء عبر الأجيال.
وبين الكتب المائة، تصدرت رواية أولاد حارتنا لأديب نوبل نجيب محفوظ قائمة الكتب العربية الأكثر مبيعًا خلال عام 2020، وما زالت قادرة على الاحتفاظ بمكانة متميزة وسط هذا الكم الكبير من المؤلفات العربية عبر الأزمنة المختلفة. وبعد مرور أكثر من 65 عامًا على صدور الطبعة الأولى، تبدو أولاد حارتنا بمثابة نسخة حديثة للرواية الفلسفية التي تدور أحداثها حول صراع طبقي واجتماعي، يتنازع أطرافه بين أفعال الخير والشر، وتحمل قدرًا كبيرًا من الرمزية.
فأدب نجيب محفوظ كان أصدق وصف، وأجمل وأعمق مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر طوال العقود الماضية. لم يكتب أدبًا مزيفًا أو مختلقًا، بل شقّ طريقًا للخلود الروائي والقصصي صعبًا، بل يكاد يكون من المستحيل تجاوزه أو تخطيه لعشرات السنين القادمة.
وذلك لأنه يمتلك قدرة فائقة على النفاذ إلى جوهر الإنسان وتقديم رؤية جديدة للعالم، إلى جانب غزارة إنتاجه الأدبي وتنوعه الكبير بين الواقعي والرمزي، فضلًا عن فوزه بجائزة نوبل التي رفعت مكانته الأدبية عالميًا. تقدم أعماله فهمًا عميقًا للحياة والوجود، وللأسئلة الكبرى مثل الشر والحرية، كما أنها تحكي التجربة المصرية والعربية بطريقة فريدة.
كتب نجيب محفوظ 35 رواية و19 مجموعة قصصية، تحولت عشرات منها إلى أعمال فنية: أفلام ومسرحيات ومسلسلات، وفي كل عمل منهم نعيد اكتشاف النص المحفوظي وكأنه يقرأ أو يُرى لأول مرة، فنجيب محفوظ كان ولا يزال قادرًا على الإبهار.