كيف يتفاعل الاقتصاد مع وقف الحرب الروسية الأوكرانية؟ توقعات بتراجع تكاليف الشحن وانخفاض في أسعار الغذاء.. خبير: زيادة المعروض من الحبوب والزيوت.. الدسوقى: فرصة لعودة سلاسل التوريد وتراجع التكاليف الإنتاجية

السبت، 22 نوفمبر 2025 03:00 م
كيف يتفاعل الاقتصاد مع وقف الحرب الروسية الأوكرانية؟ توقعات بتراجع تكاليف الشحن وانخفاض في أسعار الغذاء.. خبير: زيادة المعروض من الحبوب والزيوت.. الدسوقى: فرصة لعودة سلاسل التوريد وتراجع التكاليف الإنتاجية الحرب الروسية الأوكرانية

إسلام سعيد

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية على مدار سنوات، في خلق تداعيات سلبية للغاية على حركة الاقتصاد العالمي، منها تأثيرات شديد على سلاسل التوريد في العالم مما ساهم في ارتفاع أسعار السلع، كما تسببت في قفزة في أسعار الحبوب والقمح خلال السنوات التي أعقبت انطلاق الحرب، وذلك لكون روسيا وأوكرانيا من كبار منتجي الحبوب عالميًا، فماذا يمكن أن يحدث في حالة نجاح جهود وقف الحرب بين البلدين، وكيف تتفاعل الأسواق العالمية مع مثل هذه التطورات والوضع الاقتصادي العالمي.

 

خبير اقتصادي: وقف الحرب قد يخفض أسعار الغذاء عالميًا

قال الخبير الاقتصادي عمرو رضوان، إن أي نجاح لجهود الوساطة الدولية التي تستهدف وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا سيكون له تأثير اقتصادي واسع، يتجاوز حدود البلدين ليصل إلى الأسواق العالمية التي عانت اختلالات في سلاسل الإمداد وارتفاعات حادة في أسعار الغذاء والطاقة على مدار السنوات الماضية.

وأوضح رضوان في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أول انعكاس مباشر لوقف الحرب سيتمثل في زيادة المعروض العالمي من الحبوب والزيوت، لأن روسيا وأوكرانيا تمثلان معا نسبة كبيرة من صادرات القمح والذرة وزيت دوار الشمس.

عمرو رضوان
عمرو رضوان

 

فتح الموانئ ينعكس على حركة الشحن

وقال إن إعادة فتح الموانئ الأوكرانية وعودة حركة الشحن الطبيعي ستضيف كميات ضخمة للسوق العالمية، وهو ما سيضغط على الأسعار نحو الهبوط ويخفّف التوتر الذي شهدته أسواق الغذاء منذ بداية الصراع.

وأضاف أن تكاليف الشحن والتأمين ستشهد تراجع حال استقرار الأوضاع في البحر الأسود، خاصة ان تكاليف الشحن قفزت بأكثر من 40% جراء هذه التطورات العسكرية بعد اندلاع الحرب، كما ستتراجع تكاليف التأمين على الشاحنات.

وأشار إلى أن المخاطر العسكرية البحرية رفعت سابقًا تكاليف التأمين على السفن وأجبرت التجار على استخدام مسارات بديلة أطول وأكثر كلفة ومع تراجع مستوى المخاطر، نتوقع انخفاضًا مباشرًا في كلفة الشحن، وهو ما ينعكس على أسعار الواردات خصوصًا للدول النامية المعتمدة على الحبوب المستوردة.

وأشار رضوان إلى أن أسعار الأسمدة والطاقة قد تشهد أيضًا موجة هبوط، باعتبار أن روسيا من أكبر مورّدي الأسمدة عالميًا، مضيفًا أن اضطراب الإمدادات الروسية دفع أسعار الأسمدة إلى مستويات قياسية، ووقف الحرب سيعيد ضخ تلك المنتجات بكميات مستقرة، وهو ما يقلل كلفة الإنتاج الزراعي ويعالج جزء من أزمة ارتفاع أسعار الغذاء.

كما وصف الخبير الاقتصادي، إعادة الإعمار الأوكرانية بأنها واحدة من أهم الفرص الاقتصادية في حال توقف الحرب، موضحًا أن ضخ استثمارات في البنية التحتية والموانئ والسكك الحديدية سيعيد للبلاد قدرتها التصديرية ويخلق دورا أكبر لها في تجارة الحبوب عالميًا.

وقال: إن عودة أوكرانيا إلى دورة الإنتاج والتصدير بشكل كامل ستدعم النمو الاقتصادي للبلاد، وترفع الطاقة الاستيعابية لسلاسل التوريد الزراعية في المنطقة.

وفي تقييمه للأثر العالمي، أكد رضوان أن الدول المستوردة للحبوب ستكون أكبر المستفيدين من أي تهدئة، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أن انخفاض أسعار القمح والذرة والزيوت يعني خفضًا في مستويات التضخم الغذائي، وتقليلًا في الضغوط على الموازنات الحكومية التي تتحمل أعباء دعم الخبز والسلع الأساسية.


أكد على أن الآثار الإيجابية لن تتحقق بالكامل فورًا، لكنها ستبدأ في الظهور تدريجيًا بمجرد دخول الممرات البحرية الخدمة موضحا ان ما تحتاجه الأسواق هو عودة اليقين، ومعه سيبدأ الاقتصاد العالمي في استعادة توازنه الذي اهتز بشدة نتيجة استمرار الحرب.

انسياب التجارة العالمية
 

قال الدكتور كمال الدسوقي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، إن نجاح جهود الوساطة الدولية في وقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا سيكون بمثابة انفراجة اقتصادية عالمية من شأنها إعادة الاستقرار لحركة التجارة، وخفض تكلفة التشغيل الصناعي، وتحسين قدرة الدول النامية على المنافسة في الأسواق الخارجية.

وأضاف الدسوقي أن عودة الانسياب الطبيعي لحركة السلع عبر البحر الأسود، وهو أحد أهم الممرات التجارية للحبوب والزيوت والأسمدة والمعادن، لافتا إلى أن سنوات الحرب واجهت الشركات العالمية اضطراب بسبب إغلاق موانئ أوكرانيا وارتفاع مخاطر المرور عبر المنطقة، ما رفع تكلفة الشحن وزاد زمن التداول التجاري ويعد وقف الصراع إعادة للمسار الحيوي إلى العمل بكفاءة.

وأوضح عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، أن الأسواق الأوروبية والآسيوية ستشهد استقرار في سلاسل الإمداد، خصوصا في السلع الاستراتيجية وعلى رأسها الغاز الطبيعي، وفي حالة عودة التجارة بين روسيا وأوروبا مع وقف الحرب قد نجد هبوط كبير في أسعار الغاز الطبيعي والبترول وهذا إيجابي لعدد من الأسواق ويقلل التكاليف الانتاجية.

وأكد أن اضطراب الإمدادات من روسيا وأوكرانيا دفع الشركات للبحث عن بدائل مكلفة، بينما العودة التدريجية للتدفقات التجارية ستسمح بإعادة هندسة سلاسل التوريد على أسس أكثر استدامة، وتابع أن قطاع الصناعة يعتمد بشكل كبير على انتظام وصول المواد الخام والوسيطة، وأي استقرار في هذه السلاسل ينعكس مباشرة على الإنتاجية والتكلفة.

وأشار الدسوقي إلى أن أسعار الطاقة والنقل ستكون من أكبر المستفيدين في حالة توقف الحرب، موضحًا أن اضطراب السوق الأوروبية للغاز وارتفاع سعر النفط والشحن البحري حمّل الصناعات تكاليف إضافية ضخمة.
وقال: إنه كلما تراجع مستوى المخاطر الجيوسياسية، انخفضت تكلفة الطاقة واللوجستيات، وهذا التخفيض ينعكس على تكلفة الإنتاج ويمنح الصناعات فرصًا أكبر للتوسع في التصدير».

وشدّد الدسوقي على أن الأسواق الناشئة ومنها مصرقد تستفيد من موجة استقرار الأسعار العالمية في السلع الغذائية والوسيطة، وهو ما يخفّف الضغوط التضخمية ويدعم قدرة الدولة على التخطيط المالي. موضحا مع تحسن بيئة التجارة العالمية سيمنح الصناعة المصرية قدرة أكبر على تنويع أسواقها، لأن انخفاض تكلفة النقل وأسعار المواد الخام يزيد من تنافسية الصادرات.

كما لفت إلى أن قطاع الصناعات الغذائية والكيماوية والدوائية ومواد البناء سيكون ضمن أبرز القطاعات الرابحة في المنطقة، خاصة مع توقع زيادة الطلب العالمي على بدائل آمنة ومستقرة خلال الفترة الانتقالية التي تلي وقف الحرب.

 

فرص الصادرات

وقال: النظام التجاري سيحتاج فترة لإعادة ترتيب نفسه، وخلال هذه الفترة قد تجد الصادرات المصرية فرصًا إضافية للتوسع في أسواق أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط».

أكد أن وقف الحرب لا يعني انتهاء التحديات، لكنه بداية مرحلة جديدة من استعادة الثقة في التجارة الدولية وأن الاقتصاد العالمي يحتاج بشدة إلى عودة الاستقرار، لأن السنوات الماضية خلقت حالة من عدم اليقين عطلت قرارات الاستثمار والتصنيع. أي تهدئة حقيقية ستكون بداية دورة اقتصادية أكثر هدوءا، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على الدول الصناعية والنامية على حد سواء.
تفاصيل خطة وقف الحرب.

 

وتداولات وسائل الإعلام العالمية، مسودة خطة السلام الأمريكية الروسية على نطاق واسع، التي تقترح تسليم مناطق من إقليم دونباس الصناعي شرقي أوكرانيا، الخاضع للسيطرة الأوكرانية، لتصبح بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة روسيا، ودعت النسخة الأحدث من الخطة أوكرانيا، أيضاً، إلى خفض عدد قواتها المسلحة إلى 600 ألف.

 

بنود الاتفاق 
 

وتتضمن الخطة 28 نقطة رئيسية، تشمل "تأكيد" سيادة أوكرانيا مع إبرام اتفاقية عدم اعتداء شاملة بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا، مع ضمانات أمنية قوية أو موثوقة لكييف والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة في غضون 100 يوم.

أمهل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أوكرانيا أقل من أسبوع لقبول خطته لإنهاء الحرب، حيث قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تواجه "واحدة من أصعب اللحظات" في تاريخها.

وقال الرئيس في مقابلة إذاعية مع فوكس نيوز: "لقد كانت لديّ مواعيد نهائية كثيرة، ولكن إذا كانت الأمور تسير على ما يرام، فمن الطبيعي تمديدها، لكن يوم الخميس هو الموعد النهائي".

قال دونالد ترامب إنه واثق من أن الخطة "وسيلةلتحقيق السلام"، لكنه أضاف أنها لا تزال بحاجة إلى موافقة زيلينسكي. ومع ذلك، أشار إلى أن زيلينسكي ليس لديه خيار سوى القبول.

وأضاف ترامب للصحفيين: "سيكون عليه أن يعجبه، وإذا لم يعجبه، فعلى ما أعتقد أن عليهم مواصلة القتال".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في إحاطة لمجلس الأمن إنه تلقى الاقتراح الأمريكي، وأنه يعتقد أنه "يمكن أن يشكل أساسًا لتسوية سلمية نهائية".

وأكد الرئيس الروسي استعداده "لإظهار المرونة" التي تم الاتفاق عليها خلال القمة مع ترامب في ألاسكا في أغسطس الماضي، لكنه أضاف أن روسيا لم تناقش الاتفاق "بشكل جوهري" مع الولايات المتحدة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة