أندريه جيد.. كاتب فرنسى وحكاية نوبل 1947

السبت، 22 نوفمبر 2025 09:00 م
أندريه جيد.. كاتب فرنسى وحكاية نوبل 1947 أندريه جيد

كتب محمد فؤاد

تحل اليوم، 22 نوفمبر، ذكرى ميلاد الكاتب الفرنسي الشهير أندريه جيد، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1869 في باريس، والذي حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1947 عن مجمل أعماله، حيث جاء في حيثيات الجائزة أنها مُنحت له "على كتاباته الشاملة ذات الأهمية الفنية، التي عرض فيها المشكلات والأحوال الإنسانية بحب جريء للحقيقة وبصيرة نفسية حادة". 

يُعد أندريه جيد واحدًا من أهم وجوه الأدب الفرنسي في النصف الأول من القرن العشرين؛ فقد امتدّت تجربته من البدايات الرمزية إلى أعمالٍ نقدت الاستعمار والسلطة والأخلاق البرجوازية، واشتُهر برواياته التي تُحلّل التوتر بين الحرية الفردية والمعايير الأخلاقية السائدة، كما في رواية "المزوِّرون"     التي عُدت عملًا تجريبيًا من حيث الشكل، يشتبك مع عملية الكتابة نفسها بوصفه "رواية عن كتابة رواية"  .

وتشير مراجع نوبل إلى أن جيد لم يكن روائيًا فحسب، بل كان أيضًا كاتب نثر وناقدًا أدبيًا قام بترجمة أعمال والت ويتمان، ووليام شكسبير، وراينر ماريا ريلكه إلى الفرنسية، وكتب خمس مجموعات شعرية، وثماني مسرحيات، وأكثر من خمسة عشر عملًا نثريًا، من بينها "الأخلاقي  "الباب الضيق" (La Porte  ، و"المزوِّرون"، وهي أعمال تركت أثرًا كبيرًا في تطور الرواية الحديثة وفي كتابات أجيال لاحقة مثل كامو وسارتر. 

جيد وطه حسين… صداقة وحوار وترجمة

ارتبط اسم أندريه جيد في الثقافة العربية باسم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين؛ إذ تشير شهادات عدد من الكتّاب، ومنهم الراحل أنيس منصور في كتابه "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، إلى أن أندريه جيد زار كلية الآداب بجامعة القاهرة، وقدّمه طه حسين بنفسه لطلاب الجامعة في مدرج 78، في لقاء مطوّل جمع الكاتب الفرنسي بجمهور من الشباب والمهتمين بالأدب. 

كما قام طه حسين بترجمة رواية "الباب الضيق" إلى العربية، ودار بينه وبين جيد تبادل رسائل حول هذه الترجمة، تساءل فيها الأديب الفرنسي عن الدافع إلى نقل عمل ذي نفس روحي إلى القارئ العربي، قبل أن يردّ عليه طه حسين برسالة شهيرة يؤكد فيها أن القارئ العربي يملك من الحساسية الإنسانية والاهتمام بالأدب العالمي ما يجعله شريكًا كاملًا في تلقي هذه الأعمال، وقد أعاد عدد من الباحثين العرب والأوروبيين نشر مقتطفات من هذا الحوار الفكري بينهما. 

ترك أندريه جيد، الذي توفي في 19 فبراير 1951 في باريس عن عمر ناهز 81 عامًا، تراثًا أدبيًا واسعًا يتجاوز الخمسين كتابًا بين روايات ومذكرات ونصوص نقدية ويوميات، ما جعله في نظر كثير من النقاد "أحد أبرز رجال الأدب الفرنسي في القرن العشرين" وصوتًا مبكرًا في مناقشة أسئلة الحرية والضمير والأخلاق في الأدب الحديث. 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب