محمد الباز: علاقة محمد حسنين هيكل ومبارك بدأت منذ الستينيات

الخميس، 20 نوفمبر 2025 09:08 م

الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز

كتب عبد الرحمن حبيب

قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، إن علاقة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بالمفكر الكبير محمد حسنين هيكل بدأت منذ ستينيات القرن الماضي، وليست مقصورة على ما بعد تولي مبارك الحكم عام 1981 كما يظن البعض، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة امتدت لعقود وشهدت تحولات وتوترات متكررة.

جاء ذلك خلال ندوة إطلاق كتابه "هيكل ومبارك" الصادر عن دار بتانة للنشر، حيث أوضح الباز أن فكرة الكتاب تعود إلى حوار طلب إجراؤه مع هيكل، فأخبره الأخير أن علاقته بالرئيس مبارك يمكن أن تكون محورًا رئيسيًا لذلك الحوار، قبل أن تتبلور الفكرة في كتاب يرصد واحدة من أكثر العلاقات دلالة بين السلطة والصحافة في مصر.

وأوضح الباز أن العلاقة بين مبارك وهيكل كانت تسير وفق المثل الشعبي "يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك"، مؤكدًا أن ما ورد في الكتاب محاولة لرسم ملامح هذه العلاقة وتطورها منذ الستينيات، وكيف اتسمت في مراحل عديدة بالتوتر، مع تتبع الأسباب التي قادت إلى ذلك وأبرز المواقف والاصطدامات واللحظات الفاصلة بين الطرفين.

وفي مقدمة الكتاب يؤكد الباز أنه لا يدّعي امتلاك "الحقيقة الكاملة" عن الكاتب والرئيس، لافتًا إلى أن أي قصة من هذا النوع تظل لها جوانب خفية، مقصودة أحيانًا وغير مقصودة أحيانًا أخرى، وأن ما يقدمه هو "محاولة قراءة" لمسار كاتب ورئيس امتد بهما الزمن وتشابكت بينهما علاقة ظلّ ما خفي فيها أكثر مما ظهر.

ويصف الباز هذا العمل بأنه محاولة لاقتحام منطقة شديدة التعقيد تمتلئ بالأسرار والملفات السرية والمعارك الخفية والضربات المتبادلة، على أرض تتقاطع فيها خيوط السياسة وأوراق الصحافة، في بلد تتعلق حياة شعبه – إلى حدّ بعيد – بما يقرره رجال السلطة وما يختاره كبار الكتّاب من رسائل يمررونها للجمهور.

ويختتم الباز بالتأكيد على أن الكتاب يمثل فصلًا من فصول "الكتاب الكبير" للعلاقة بين السياسة والصحافة في مصر، فصلًا يرى أنه يستحق أن يُروى لا من أجل إنصاف طرف على حساب آخر – وكلاهما في ذمة الله – بل من أجل إجلاء قدر من الحقيقة التي تبقى حقًا للجميع، داعيًا القرّاء إلى خوض "رحلة طويلة ومرهقة" مع النص، لكنه يَعِدُهم بأنها تستحق عناء القراءة كما استحقت عناء البحث والكتابة.