السبب الحقيقى وراء استهداف ترامب لفنزويلا.. كاتب بـ«اندبندنت»: النفط كلمة سر وقتل أمريكا لمهربى المخدرات إعدامات خارج نطاق القضاء.. واتهام الدولة اللاتينية بالتهريب كذبة.. ويؤكد: اعتراضات قانونية وأخلاقية

تحت عنوان «ترامب يستهدف فنزويلا لسبب واحد»، قال سام كيلى، محرر الشئون العالمية فى صحيفة الاندبندنت البريطانية، إن تبرير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لقتل مهربي المخدرات المزعومين على متن قوارب من فنزويلا وتهديده اللاحق بالغزو، يعد هراءً ويمثل خطورة بالغة في عالمٍ لا قيمة للقانون الدولي فيه، مرجحا أن السبب الرئيس وراء استهدافها هو النفط. 

وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة قتلت 90 شخصًا هذا العام في «إعدامات خارج نطاق القضاء» - جرائم قتل برعاية الدولة - استهدفت بشكل رئيسي أشخاصًا على متن قوارب تهريب مزعومة من فنزويلا. والآن، لدى دونالد ترامب مجموعة حاملة طائرات أمريكية تبحر عبر البحر الكاريبي، تهدد بالغزو - بناءً على أكاذيب.

وأوضح أن تبرير الولايات المتحدة لقتل مهربي المخدرات المشتبه بهم يتمثل في أنهم يُغرقون أمريكا بـ الفنتانيل القاتل.

وبصرف النظر عن القضايا القانونية الواضحة؛ مثل عدم إطلاق طلقات تحذيرية على المهربين، وعدم اعتقالهم (كما جرت العادة)، وإقصاء الضحايا إلى الأبد من أي إجراءات قانونية واجبة، فإن تبرير أمريكا لعمليات القتل هراء، على حد تعبير الكاتب.

وفقًا لوكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA)، وجميع مصادر المعلومات ذات الصلة بآفة الفنتانيل في أمريكا، لا يأتي أيٌّ من هذه المواد الأفيونية القاتلة من فنزويلا أو عبرها.

واعتبر الكاتب البريطانية أنه في هذا النظام الجديد المارق - الذي لم يخترعه ترامب ولكنه يُضخّمه - لا قيمة للقانون الدولي والأخلاق. القوة هي التي تُحقّق الحق في نظر ترامب، والغزو هو شكل من أشكال الاستحواذ على العقارات بوسائل أخرى.

واستضاف ترامب، على نحوٍ ملحوظ، بنيامين نتنياهو على الأراضي الأمريكية، وتجاهل مذكرات التوقيف الدولية بحقه رغم توجيه المحكمة الجنائية الدولية تهمًا بارتكاب جرائم حرب.

وأضاف الكاتب أن ترامب  اقترح بحماسٍ إخلاء غزة من الفلسطينيين وتحويلها إلى منتجع ساحلي. وتردد مؤخرًا أنه يدعم خطةً لتحويلها إلى مستعمرةٍ تحت قيادة توني بلير، معتبرا أن هذه الفكرة مريعةٌ وغير قانونيةٍ بموجب القانون الدولي الذي يحظر التهجير القسري للسكان.

ترامب لا يحب نظام نيكولاس مادورو

في الوقت نفسه، لا يُحب ترامب نظام نيكولاس مادورو، الذي يحكم الدولة الغنية بالنفط منذ عام 2013.

يقول الزعيم الفنزويلي إنه يعتقد أن ترامب يريد عزله. وينفي البيت الأبيض هذا.

ولكن لا يوجد سبب واضح يدفع ترامب لقتل فرق صغيرة من الفنزويليين على متن زوارق بخارية وإرسال أسطول لترهيب كاراكاس - إلا تغيير النظام.

برر البيت الأبيض عمليات قتله لمهربي مخدرات وصيادين مزعومين من فنزويلا، بأن الولايات المتحدة في "صراع غير دولي" مع "إرهابيي مخدرات" يقتلون أمريكيين بالمخدرات.

وتقول الأمم المتحدة إن عمليات القتل "إعدامات خارج نطاق القضاء" - ومنظمة العفو الدولية تتفق معها. وأفادت التقارير أن المملكة المتحدة وكولومبيا علّقتا تبادل المعلومات الاستخباراتية في منطقة البحر الكاريبي على خلفية استهداف قوارب المهربين المزعومة.

لكن الآن، صرّح ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بأن كارتل دي لوس سولس، وهي جماعة تزعم الولايات المتحدة أن مادورو يقودها، ستُصنّف منظمة إرهابية.

ولكن بتسميته رئيس فنزويلا على رأس منظمة إرهابية للمخدرات، أصبح رئيس الدولة الآن في مرمى نيران أمريكا، على حد قول الكاتب.

حالة ذعر بين كبار قادة الجيش الأمريكي
 

وسادت حالة من الذعر بين كبار قادة الجيش الأمريكي إزاء عمليات القتل في منطقة البحر الكاريبي. ومن المقرر أن يتنحى الأدميرال ألفين هولسي، القائد الأمريكي في المنطقة، عن منصبه الشهر المقبل - قبل عامين من الموعد المحدد.

ومن المفهوم أنه أثار اعتراضات قانونية وأخلاقية على استخدام أصول البنتاجون في قتل المدنيين بموجب مبدأ يُستخدم عادةً للهجمات على المسلحين الذين يشكلون خطرًا مباشرًا وعنيفًا على أمريكا أو مواطنيها.

في تصريح لصحيفة الإندبندنت، قال متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية: «صدرت الأوامر بتنفيذ الضربات بما يتوافق مع قوانين النزاعات المسلحة، وبالتالي فهي أوامر قانونية. العسكريون ملزمون قانونًا باتباع الأوامر القانونية، وبالتالي، لا يخضعون للملاحقة القضائية لاتباعها.»

وتستعد الآن طواقم نحو 75 طائرة أمريكية، و5000 جندي، وجواسيس، وقوات خاصة، لاقترابهم من فنزويلا.

وختم الكاتب مقاله بالقول إن على إدارة ترامب الاستعداد جيدا وتجهيز محاميها لأن هذه الخطوة من شأنها استقطاب الكثير من الانتقادات والمسائلات القانونية.