كامل كامل

المتحف المصرى الكبير.. وماذا بعد الافتتاح؟

الأحد، 02 نوفمبر 2025 10:21 ص


في حفلة مبهرة ومشاهد مدهشة وحالة خاصة ويوم جاذب وليلة ساحرة وتجمع فاتن وممتع وحشد عظيم، افتتحت مصر المتحف المصرى الكبير، وسط حضور كبير من ملوك وزعماء ورؤساء الأرض ومن عليها، والمتحف المصرى الكبير هو دال علي أن الإنسان المصرى قادر في كل زمان ومكان الإمساك بزمام الأمور، وبث الإبداع ونشر الابتكار وتزويد الإنسانية بأكملها بقيم مضافة وإعطائهم أثمن الأشياء وأفضلها، وهي الأشياء التي لا تقدر بالمال ألا وهي الحضارة، نعم الحضارة بكل ما تحمله الكلمة من معني حقيقي.

قبل انطلاق الحفلة التاريخية، القي الرئيس السيسى كلمة حملت معاني ورسائل هامة، حيث قال :" نحن نحتفل معا، بافتتاح المتحف المصري الكبير.. نكتب فصلاً جديداً، من تاريخ الحاضر والمستقبل، في قصة هذا الوطن العريق .. فهذا أكبر متحف في العالم، مخصص لحضارة واحدة.. حضارة مصر التي لا ينقضى بهاؤها.. هذا الصرح العظيم، ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة.. بل هو شهادة حية، على عبقرية الإنسان المصري.. الذى شيد الأهرام، ونقش على الجدران سيرة الخلود .. شهادة؛ تروى للأجيال قصة وطن.. ضربت جذوره فى عمق التاريخ الإنسانى.. ولا تزال فروعه تظلل حاضره.. ليستمر عطاؤه فى خدمة الإنسانية".

نعم هذا فصلا جديدا من تاريخ الإنسانية تكبته مصر، نعم هذا الافتتاح يروي حكاية وطن، نعم هذا الصرح العظيم ليس مكانا لحفظ الآثار بل شهادة علي عبقرية الأنسان المصرى، حقا إن افتتاح المصرى الكبير انعكاس علي قدرة المصريين العجيبة في صناعة الحاضر والمستقبل بقوة تاريخهم.

انتهى الحفل، وعلينا جميعا أن نطرح تساؤلا هاما ونجيب عليه بالقول والعمل، وهو: ماذا بعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟ الذي صنع تعبئة لعامة المصريين وشعر به حزب الكنبة، ليس هذا فحسب بل عبّت الدولة المصرية عن نفسها أمام العالم بالصورة التي يجب أن يراها بها الجميع، والتي تتمثل في كلمة واحدة وهي "الحضارة"، نعم الحضارة فقط لا غير.
 
افتتاح المتحف المصري الكبير، كما ذكرت آنفا، دلالة على القدرة المبهرة والإمكانيات الرائعة لإبهار مصر الجميع بأشياء لا تخطر على بال أحد، لأن مصر ببساطة تبهر الآخرين بما لا يملكه أحد، كائنًا من كان، وبالتالي علينا في إجابتنا على سؤال: ماذا بعد الافتتاح؟ أن يكون أول ما نفعله هو نشر الثقافة السياحية، ونتعامل مع السائح بما يليق بحضارتنا لا بـ"الفهلوة"، ونتبادل معه بتاريخنا لا بشطارتنا، ونتصرف معه بالطرق العلمية لا بالتحايل، وقتها ستربح مصر ونربح نحن ما لا يمكن أن نتوقع، فنحن في زمن العلم والعمل.

السياحة يجب أن تكون منظومة متكاملة تبدأ من المطار، وهي اللحظة الأولى لنزول السائح، وتنتهي به وهو يستقل طائرة العودة وفي قرارة نفسه الرغبة في العودة إلى هذا المكان مرات ومرات، بل يجب أن يتحول هذا السائح إلى سفير لمصر في بلاده، ويدعو إلى زيارة مصر والتعرف على حضارتها، وهذا لن يتحقق إلا عندما يتعامل كل من يتعامل مع السائح بعلم حديث يليق بتاريخ مصر وحضارتها.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب