الأبيض يخطف الأنظار فى احتفالية المتحف الكبير.. ما رمزيته عند الفراعنة؟

مشهد افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد احتفال عالمي، بل كان أشبه بلوحة فنية تعكس روح مصر القديمة وجلال حضارتها. سيطر اللون الأبيض على إطلالات العازفين والكورال والفرق المشاركة، في اختيار بدا متعمّدًا ليحمل رسالة رمزية عميقة تعود جذورها إلى آلاف السنين. فكما أضاء المتحف سماء الجيزة بفخامته، أعاد هذا اللون لغة الفراعنة البصرية إلى الواجهة، ليؤكد أن مصر الحديثة تقف على عظمة إرثها الروحي والحضاري.

في الحضارة الفرعونية، كان اللون الأبيض يُعرف باسم "حدج"، وكان يتجاوز كونه لونًا جماليًا ليصبح رمزًا للقوة الروحية والنقاء الإلهي والمكانة الرفيعة، حتى إنه ارتبط بالمعبودات والملوك والكهنة وكل ما هو مقدس ورفيع الشأن.

جانب من عروض احتفالية افتتاح المتحف الكبير 

وفي السطور التالية نستعرض أبرز دلالات اللون الأبيض:
 

النقاء والبدايات الجديدة

كان الأبيض رمزًا للنقاء الروحي والصفاء الداخلي. ربط المصري القديم هذا اللون بفكرة البداية والنور، ولذلك ارتبط بالطقوس الاحتفالية والمناسبات الدينية التي تعكس حياة جديدة، تمامًا كما حمل افتتاح المتحف رسالة انطلاق نحو عصر ثقافي جديد مستند إلى جذور التاريخ.

المكانة الاجتماعية الرفيعة

ارتبط الأبيض بملابس النبلاء ورجال الدولة والملوك، وكان الكتان الأبيض الفاخر علامة تميز اجتماعي وحضاري. وكان الكهنة يرتدونه باعتباره لونًا يليق بالطقوس المقدسة ويعكس الطهر والنقاء. اختيار الفنانين في الافتتاح لهذا اللون يعيد إحياء روح الملكية والعظمة المصرية بأسلوب عصري راقٍ.

عارضون مشاركون بالاحتفالية يرتدون ملابس باستايل مصري قديم

القداسة والطهارة الروحية

اعتبر المصريون القدماء اللون الأبيض لونًا مقدسًا، يرمز إلى الطهارة الروحية، وكان يُستخدم في الشعائر الدينية، وتزيين المقدسات والمعابد. وهنا يتجلى في مشهد الافتتاح كلون يبرهن على احترام قدسية المكان وأهمية الحدث التاريخي.

التاج الأبيض لمصر العليا

كان التاج الأبيض المعروف باسم "حدجت" رمزًا لملك مصر العليا، ودلالة على الحكم والقوة والسيادة. اختيار هذا اللون في الافتتاح يربط الحاضر بجذور الحكم والقيادة المصرية القديمة، في رسالة مضمرة عن قوة الدولة المصرية عبر الزمن.

جانب من عروض الاحتفالية

تزيين التماثيل والنقوش

استخدم الفنان المصري القديم الأبيض لتزيين التماثيل والنقوش في المقابر والمعابد، للدلالة على الوقار والاحترام للشخصيات المرموقة أو المقدسة. وهكذا يظهر الأبيض اليوم أيضًا كحاضن للجمال والرقي في سرد بصري حديث يليق بعظمة المتحف.