الكتابة عند إرنست همنجواى.. 10ملامح أساسية من طقوسه تعلم منها

الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 04:00 م
الكتابة عند إرنست همنجواى.. 10ملامح أساسية من طقوسه تعلم منها إرنست همنجواى

أحمد إبراهيم الشريف

يُعد الكاتب الكبير إرنست همنجواي أحد أهم الروائيين في القرن العشرين، ولم يكن يعتمد على الإلهام العابر بقدر ما كان يراهن على طقوس صارمة ومنهج يومي يجمع بين الانضباط الجسدي والذهني، ورغم سمعته ككاتب مغامر وصاحب حياة صاخبة، فإن لحظة الكتابة لديه كانت طقسًا دقيقًا، وفي السطور التالية نستعرض 10 ملامح أساسية من طقوس همنجواي في الكتابة.

1- الكتابة واقفًا أمام المكتب

كان همنجواي يكتب واقفًا لا جالسًا، يضع الآلة الكاتبة على رف عالٍ، ويضع تحت قدميه جلدًا أو قطعة خشب لتثبيت وقفته، كان يؤمن أن الوقوف يمنحه يقظة أعلى، ويمنع خمول الجسد، ويجعله أكثر تركيزًا على الجملة، ويقلل من إرهاق الظهر الذي كان يعانيه.

 

2- الفجر… ساعة الصفاء الأولى

كان يستيقظ قبل شروق الشمس ويبدأ الكتابة مباشرة، يقول: "أكتب حين يكون الجو باردًا، والناس نيام، ولا شيء يزعجني. في هذا الوقت يمكنني سماع نفسي تفكر". بالنسبة له، الفجر هو اللحظة التي يلتقي فيها هدوء العالم مع صفاء الذهن.

 

3- التوقف عند جملة تقود إلى الغد

هذه ربما أشهر طقوسه على الإطلاق، لا ينهي يومه وهو مُستنزَف، بل يتوقف وهو يعرف الجملة التالية أو الفكرة القادمة، كان يقول: "أوقف الكتابة حين تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك… بهذه الطريقة تبدأ اليوم التالي بسهولة"، هكذا يضمن ألا يبدأ نهاره الجديد من الفراغ.

 

4- عد الكلمات يوميًا

لم يكن يترك الكتابة للمزاج، كان يعد كلماته كل يوم، ويسجلها بالقلم الرصاص على جداول صغيرة، ليعرف كم كتب وكم تبقى له من طاقة هذا اليوم، الانضباط في الأرقام كان جزءًا من انضباطه في السرد.

 

5- الكتابة حتى الألم… لكن ليس أكثر

رغم أنه يكتب واقفًا، كان يواصل العمل حتى يشعر بالألم في ساقيه وركبتيه وظهره، لكن بمجرد أن يصل إلى الحد الذي يعرف عنده أنه سيبدأ في الإفساد لا في التحسين… يتوقف فورًا، كان يكتب حتى حافة الإرهاق، لا إلى ما بعدها.

 

6- ضبط النفس أمام "الإغراءات"

على عكس صورته الشائعة كإنسان حسي خاضع للمغريات، كان أثناء الكتابة منضبطًا إلى حد كبير، يمنع نفسه عن كل ما يمكن أن يفسد يوم العمل، ويؤجل المتع الصاخبة إلى ما بعد الانتهاء من مهمته اليومية أمام الورق والآلة الكاتبة.

 

7- دفتر صغير طوال الوقت

في الخروج للتنزه، أو حضور مصارعة الثيران، أو أثناء السفر، كان يحمل دائمًا دفترًا صغيرًا يدوّن فيه: جملة، ملاحظة، وصفًا، شكلاً، أو حتى كلمة واحدة.

 

8- الحذف… نصف الكتابة

كان همنجواي شديد الإيمان بقاعدة أن "الكتابة هي إعادة كتابة"، يحذف بلا رحمة، يعيد الصياغة مرات عديدة، يختبر الإيقاع والجملة القصيرة المكثفة، جزء كبير من قوته الأسلوبية جاء من قدرته على استبعاد ما لا يلزم، وترك ما تحت السطر يعمل في وعي القارئ.

 

9- العزلة الكاملة أثناء الكتابة

كان يغلق الباب، ولا يسمح حتى لأصدقائه المقربين بالزيارة وقت العمل، الكتابة عنده ليست فعلًا اجتماعيًا، بل عمل فردي يحتاج إلى انقطاع كامل وتركيز لا يشاركه فيه أحد. الضجيج الحقيقي مكانه في الحياة، أما على الورق فكل شيء خاضع للسيطرة.

10- طعام خفيف قبل الكتابة… وحركة بعد الانتهاء

كان يفضّل إفطارًا خفيفًا قبل العمل: قهوة، فاكهة، أو قطعة خبز، ثم يتفرغ تمامًا للكتابة، وبعد الانتهاء من حصته اليومية، يذهب إلى نشاط بدني مثل الصيد أو لعب الكرة أو المشي الطويل، كان يؤمن أن الذهن يحتاج إلى جسد يقظ، وأن الكتابة القوية لا تنفصل عن حياة ممتلئة بالحركة والتجربة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة