لم يعد المتحف المصري الكبير مجرد مشروع ثقافي ضخم، بل أصبح محركًا فعليًا يعيد تشكيل خريطة السياحة في مصر، فقد شهدت القاهرة والجيزة طفرة واضحة في إشغالات الفنادق، وانتعاشًا ملحوظًا في المطاعم والخدمات السياحية المحيطة، وسط توقعات بارتفاع عدد السائحين إلى 22 مليون العام المقبل.
وتؤكد المؤشرات أن عوائد المتحف تتجاوز بكثير تذاكر الدخول؛ فافتتاحه أسهم في رفع قيمة المناطق المجاورة، وجذب استثمارات جديدة، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب، فضلًا عن دوره في تعزيز الوعي الثقافي وإحياء ارتباط المصريين بحضارتهم.
من جانبه؛ أكد حسام الشاعر، رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن قطاع السياحة المصري يحقق طفرة غير مسبوقة في معدلات النمو، مشيرًا إلى أن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر متوقع أن تتجاوز 18 مليون سائح بنهاية عام 2025، مع توقعات بارتفاعها إلى 22 مليون سائح خلال موسم 2026.
نسب الإشغال الفندقي تشهد مستويات مرتفعة
وأوضح حسام الشاعر، أن نسب الإشغال الفندقي في مختلف المقاصد المصرية تشهد مستويات مرتفعة جدًا.
وأوضح الشاعر، أنه يفخر بكونه عضوًا في مجلس إدارة المتحف المصري الكبير وشاهدًا على هذا المشروع العملاق الذي يعد من أعظم المنجزات الثقافية في العصر الحديث.
وأضاف أن افتتاح المتحف ساهم بقوة في جذب المزيد من السياح للمزارات الأثرية في القاهرة والأقصر وأسوان، مشددًا على أهمية استضافة فعاليات ومعارض وأحداث دولية كبرى داخل المتحف لتعظيم العائد الدعائي والسياحي منه.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن الأمن والاستقرار الذي أرساه الرئيس عبد الفتاح السيسي كان العامل الرئيسي في زيادة أعداد السياح من نحو 15 إلى 18 مليون سائح سنويًا، مؤكدًا أن الرئيس وضع القطاع السياحي على طريق المنافسة العالمية، وأن مصر قادرة على تحقيق قفزات أكبر إذا ما تم التغلب على بعض العقبات الإدارية وتبسيط إجراءات الاستثمار وتشجيع المستثمرين.
دعم قوي للقطاع السياحي
وأكد رئيس اتحاد الغرف السياحية أن الحكومة قدمت دعمًا قويًا للقطاع السياحي من خلال مبادرات تمويلية لتشجيع المستثمرين على إنشاء وتطوير المنشآت الفندقية، إلى جانب جهودها في تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف والأهرامات، مشيرًا إلى وجود استشاري عالمي لوضع المخطط العام للمنطقة بما يضمن جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتحسين تجربة السائح.
وأكد الدكتور نادر الببلاوي رئيس مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، أن المتحف ساهم في تنويع المنتج السياحي المصري ويدعم وبقوة السياحة الثقافية بمصر ، وإطالة مدة إقامة السائح، بما ينعكس إيجابًا على جميع القطاعات المرتبطة بالسياحة، من نقل وضيافة وتسوق وأنشطة ثقافية، لافتًا إلى أن الغرفة تعتبر هذا الحدث بداية مرحلة جديدة من النمو المدروس والتكامل بين السياحة الثقافية والترفيهية.
وأوضح طارق عجلان عضو غرفة شركات السياحة، أن الدولة المصرية وضعت رؤية شاملة سيكون لها عظيم الأثر في دعم وتنشيط قطاع السياحة خاصة الثقافية و الأثرية في القاهرة و الجيزة ومنها تطوير منطقة الاهرامات وتشغيل مطار سفنكس وتطوير منطقة وسط البلد و تحويلها إلى مزار سياحي مفتوح و غيرها لتكون مصر قبلة السياحة الثقافية والتاريخية .
وأضاف أن قطاع المطاعم السياحية والكافيهات يشهد نموا ملحوظا خلال الفترة الحالية نتيجة لافتتاح المتحف المصري الكبير و تطوير القاهرة التاريخية .